باحث عبري: الفلسطينيون أكثرية وتيتانيك “إسرائيل” تبحر نحو جبل جليدي
فجر اليوم //
مجدّداً يحذّر باحث إسرائيلي، جنرال في الاحتياط، من مصير أسود ينتظر الاحتلال دون تسوية الصراع مع الشعب الفلسطيني: “إنها تبحر كالتيتانيك بشكل أعمى نحو جبل جليدي”، لكنه يقول إن الباب ما زال مفتوحا لتغيير الاتجاه وتفادي الارتطام.
وفي مقاله المطول، المكتوب قبيل الحرب على غزة، يستذكر الباحث شاؤول أرئيلي، خبير الخرائط الأول في الكيان، والمختص في دراسات الصراع، أنه في ما يعرف بـ “إعلان القدس”، الذي وقع عليه، الشهر الماضي، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد، والذي أعلن فيه بايدن التزامه الشخصي بعيد المدى باتفاق سياسي، تم حصر حل الدولتين في جملة واحدة في نهاية الوثيقة.
أرئيلي، الباحث الإسرائيلي الذي ما زال يؤمن بحل الدولتين، يرى أن الكرة في ما يتعلق بالنزاع بين الكيان والفلسطينيين، توجد في يد الطرفين، بالأساس في يد الكيان، وبرأيه السؤال هو هل القيادة الإسرائيلية تقود “إسرائيل” بشكل واع نحو هدف وطني استراتيجي مقبول في المجتمع الإسرائيلي اليهودي والعربي.
ويقول إن الاستطلاعات الجديدة تظهر أن الجمهور الإسرائيلي لا يدرك بأن “الدولة” تسير نحو واقع من شأنه أن يقوض كل المشروع الصهيوني، وأن هذا الجمهور مصاب بالعمى بخصوص التهديدات المستقبلية التي يمكن أن تؤثر على مصيره ومستقبله.
أرئيلي، الذي سبق وصدرت عنه دراسات وكتب مهمة وجريئة، أبرزها كتاب “هل هكذا حدث بالضبط”، يعرّي فيه الأساطير الصهيونية، يتابع في تحذيراته: “يجب التأكيد على أنه حتى الآن، خلافاً لقرارات كثيرة للحركة الصهيونية في ما يتعلق بتقسيم البلاد من 29 تشرين الثاني 1947، وحتى “حلم السلام لترامب” من كانون الثاني 2020، لم تتخذ أي حكومة الاحتلال قرار تبني حل الدولة الواحدة، ولم يناقش الكنيست في أي وقت هذه الاحتمالية”.
أرئيلي، الذي ينبه منذ سنوات من خطورة التحولات الديمغرافية، يقول في مقاله إنه حسب ما يعرف بـ“الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال فإنه بدءاً من العام 2020 فإن اليهود هم أقلية – 49 %– من إجمالي السكان الذين يوجدون غرب نهر الأردن.
مشيرا إلى أن هذا هو الانقلاب الديمغرافي الثاني، الذي حدث خلال أقل من مائة سنة، الأول كان في 1949 بعد حرب 1948 الذي حول اليهود إلى الأغلبية في الكيان، التي امتدت على مساحة 78 %من مساحة البلاد، لكن الانقلاب الديمغرافي في العام 2020 مرّ بهدوء مفاجئ، رغم الإمكانية الكامنة والمتفجرة المدفونة فيه.