مقـــــــالات #فجر_اليوم // وسيم الشرعبي
وأما #شجون_الهاجري كمثال والتعاطف الجماهيري كظاهرة.. يقول قائل نفسي “تابعت الحلقات الأولى من #مسلسل_وحوش وما صاحبها من محاكاة لقصص هزّت الشارع الكويتي في وقتها وبعضها صداها استمر لفترة طويلة جداً.
وما دفعني حقيقةً لكتابة هذه التغريدة هو كمية التعاطف التي حصلت عليه “عذاري” والتي قامت بدورها الممثلة شجون الهاجري بالرغم من شناعة الفعل الذي ارتكبته. وهذا يدفعنا لتساؤل مهم نستطيع أن نناقشه من جانب نفسي:
⭐️ لماذا نتعاطف مع المجرمين في المسلسلات والأفلام (والتر وايت في Breaking Bad، الجوكر، البروفيسور وعصابته في Money Heist)؟
هناك في الحقيقة زوايا نفسية مختلفة يمكن النظر من خلالها لمسألة التعاطف مع المجرمين سواء في الحياة الواقعية أو في الأعمال الدرامية، وأناقش هنا أبرز ٣ من وجهة نظري:
1️⃣ التقمص العاطفي (Emotional Empathy)
يحدث التقمص العاطفي عندما يستطيع المشاهد أن يضع نفسه مكان المجرم ويفهم دوافعه وخلفياته النفسية.
فإذا تم تصوير المجرم كشخص لديه مشاعر إنسانية ومعاناة سابقة، فإن المشاهد قد يشعر بالتعاطف معه حتى لو كان قد ارتكب جرائم فظيعة.
2️⃣ التبرير الأخلاقي (Moral Disengagement)
يُقال انه يمكن للناس فصل أفعال الشخص عن أخلاقه عندما يتم تقديم أسباب تبرر سلوكه.
فعلى سبيل المثال، إذا كان المجرم قد تعرض للظلم أو العنف في طفولته، فقد يرى المشاهد أفعاله كردة فعل على واقعه، وليس كشر متأصل في شخصيته.
3️⃣ الانحياز للقصة الخلفية (Backstory Bias)
عندما يتم تقديم خلفية تفصيلية لشخصية المجرم، مثل طفولة صعبة أو بيئة قاسية، فإن ذلك يجعل المشاهد أكثر استعداداً للتعاطف معه بدلاً من الحكم عليه بقسوة.
في علم النفس، يُعرف هذا التأثير باسم “الإدراك المتمركز حول القصة”، حيث يصبح المشاهد أكثر استيعاباً وتعاطفاً مع الأشخاص الذين يعرف عنهم تفاصيل حياتهم.
وما هذه الا أمثلة على الحياة النفسية بين المشاهد والجمهور وأسباب التعاطف والتوجه العالمي والنفسي لمثل هذه الظواهر.
