الصحة في غزة: الاحتلال سلّم جثامين شهداء في حالة مروّعة ومعظمها تحمل آثار إعدام ميداني

كشف مدير عام وزارة الصحة في غزة، الطبيب منير البرش، عن وقائع صادمة تتعلق بجثامين الشهداء الذين سلّمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار، مؤكداً أن الوزارة لم تتمكن من التعرّف سوى على 7 جثامين فقط من أصل نحو 135 استلمتها منذ بدء الهدنة.وأوضح البرش أن الطواقم الطبية تواجه صعوبات بالغة في تحديد هوية الشهداء بسبب الحالة المروّعة للجثامين، حيث وصل معظمها مقيّد الأيدي ومعصوب الأعين، وتحمل آثار استهداف مباشر بالرصاص في الرأس والصدر، ما يشير إلى عمليات إعدام ميداني محتملة.وأشار إلى أن جيش الاحتلال لم يرسل أي قوائم بأسماء الشهداء، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يجعل إجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) ضرورة للتعرّف على الهويات بدقة.ودعا البرش إلى تدخّل عاجل من المؤسسات الدولية المتخصصة لتولي مهمة التعرّف على الجثامين وتوثيق الانتهاكات، مؤكداً أن ما جرى يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تلزم قوة الاحتلال باحترام جثامين الضحايا وتسهيل تسليمها إلى ذويهم دون شروط.كما شدّد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم الاحتلال بحق الشهداء، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرض شروطاً تعسفية تعيق تسليم رفات الضحايا ولا يحافظ على حرمة الجثامين، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.يُذكر أن هذه الواقعة تأتي بعد أقل من أسبوعين على وقف إطلاق النار الذي أُعلن برعاية دولية عقب عدوان استمر لأشهر على قطاع غزة، خلّف عشرات آلاف الشهداء والمفقودين ومئات المقابر الجماعية التي ما تزال قيد البحث والكشف.