في الوقت الذي ينتظر فيه السودانيون حلول شهر رمضان، تبرز تساؤلات حول إمكانية تحقيق هدنة حقيقية في ظلّ الشروط التي وضعها كل من مجلس السيادة وقوات الدعم السريع.
فقد أكد مجلس السيادة، الذي يترأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أن وقف إطلاق النار مرهون بتنفيذ شروط محددة، أهمها: تنفيذ قوات الدعم السريع لاتفاق جدة الموقّع في مايو 2023، والتزام “التمرد” بتنفيذ مخرجاته.
وتتضمن شروط أخرى: عدم وجود مكان لعائلة دقلو (قائد الدعم السريع) في تشكيل مستقبل السودان أو القوات المسلحة، ودمج كل قوات الحركات داخل القوات المسلحة ليكون السلاح بيد الجيش الوطني فقط، وتشكيل حكومة حرب “تتولى قيادة الدولة لإكمال حسم التمرد” وإعمار البلاد بعد الحرب.
بدورها، رحبت تنسيقية القوى الديمقراطية السودانية (تقدم) بقرار مجلس الأمن الداعي إلى هدنة خلال شهر رمضان، واعتبرته “خطوة مهمة نحو وقف النار وبداية عملية السلام”.
وأبدت الدعم السريع ترحيبها بدعوة مجلس الأمن، لافتة إلى أنها مستعدة للحوار مع الجيش حول آليات مراقبة يتم الاتفاق عليها لضمان تحقيق الأهداف الإنسانية.
ويأتي ذلك في ظلّ صراع محتدم بين الجيش والدعم السريع، اندلع في 15 أبريل 2023، وأدى إلى نزوح ثمانية ملايين شخص ووضع 25 مليون شخص (نصف سكان البلاد) في حاجة إلى مساعدات ملحة.
وتبقى التساؤلات حائرة حول إمكانية تنفيذ شروط الهدنة، ومدى قدرتها على إيقاف نزيف الدم السوداني وتحقيق السلام المنشود.