الدكتور قائد غيلان : لماذا لن تتقدم الدراما في اليمن؟!
فجر اليوم//
لن تتقدم الدرما في اليمن إلا عندما يصبح الفن ثقافة ضرورية، ويصبح الفنان إنسانا محترما في مجتمعه، عندما يصبح الفن ضرورةً لا ترفاً، ويصبح الفنان سفير بلده يعكس ثقافته، وليس مجرد واجهة مناسباتية، من ضمن تجهيزات المواسم والاحتفالات، عندما يتم التعامل مع الفن بجديّة، وتوكل مهمة الفن لذوي الاختصاص والمبدعين الحقيقيين، لا الهواة والمهرجين القادمين من قنوات اليوتيوب.
الذي يحدث أنه يُنظَر إلى الفن كمهنة غير ضرورية، أو في منزلة دنيا، لهذا لا يتذكر الناس الفنان إلا وقت الحاجة. لقد انحصر منذ السبعينات في المناسبات فقط، لا تستدعي الدولة المغني إلا في المناسبات الوطنية، ولا يستدعيه الناس إلا في الأفراح، ولا تنجز المسرحيات إلا من أجل عيد الثورة أو عيد الوحدة، ولا تنتج المسلسلات إلا لرمضان، فالفن ليس مكوّناً من المكوِّنات الثقافية في المجتمع، بل هو شيء مكمل، إضافي، هامشي، لا يتعدى دوره تسلية الناس وتجميل وجه الأنظمة الحاكمة.
ليس مطلوباً من الفن أن يحاكي الواقع، ينتظر الناس العمل الجميل الذي يبهرهم بتقتياته ووسائله الجمالية، المشاهد اليمني متعطش للعمل الجميل، لهذا يبحث عنه في الأفلام والمسلسلات الأجنببة، محاكاة الواقع هدف عند بعض المسلسلات، وهو هدف ليس مثالياً، لأنك عندما تنتج عملا تزعم أنه يحاكي الواقع، تنتج في الأخير عملا يحكي نظرتك أنت للواقع، فليس من السهل تمثُّل الواقع والتعبير عنه بصدق، كلها محاولات تخلق في الأخير تصورات من يقف وراء العمل ولا تعكس الوافع نفسه.
د. قائد غيلان