فجر اليوم //
أكثر من مائة يوم على حربٍ لا يوجد لها مثيل اختلطت فيها مشاعر الألم بمشاعر الأمل. غزة العزة، التي سويت بالأرض إثر العدوان الإسرائيلي المستمر الذي لم يترك منزلا ولا مشفىً ولا مدرسة ولا جامعة إلا ودمرها مستهدفًا الأطفال والنساء وكبار السن وحتى الحيوانات والشجر. الصمود الفلسطيني في غزة والضفة الغربية التي تكثر فيهما الاعتقالات العشوائية والمستبدة أصبح مضرب مثل على الشجاعة والثبات والقوة ورمزًا للإباء والكرامة.
الكثير ينعتون رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالمجنون هو وحربه المستعرة في غزة التي حصدت أكثر من عشرين ألف شهيد وتسببت بإصابة حوالي خمسين ألف فلسطيني. نتنياهو يصر على تحقيق هدفين من استمرار الحرب ألا وهما؛ القضاء على حماس واستعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة لدى قوات المقاومة. ورغم أن إسرائيل تنفي نيتها احتلال غزة، إلا أن حديثها المتكرر على ما بعد حماس في غزة لا يمكن إلا وأن يؤكد النية الإسرائيلية احتلال القطاع.
أفشلت إسرائيل كل محاولات الوساطة وخاصة القطرية للتوصل إلى اتفاقيات بخصوص تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس فيما جرى الإفراج جزئيًا عن بعض المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين في المعاقل الإسرائيلية. وتطالب حماس بتبييض السجون والإفراج عن جميع المسجونين الفلسطينيين لدى اسرائيل كما تطالب بوقف إطلاق النار وتزويد غزة بالمساعدات دون قيد أو شرط قبل أن تستأنف محادثاتها مع إسرائيل من خلال الوسطاء.
وأوقعت المقاومة الفلسطينية في غزة خسائر في الأرواح والمعدات الإسرائيلية.، فبحسب المصادر الإسرائيلية، بلغ عدد الجرحى من جنود الإحتلال 2438 جريحا منذ اندلاع الحرب في السابع من اكتوبر الماضي. أما عدد القتلى من الجنود والضباط الإسرائيليين فقد بلغ 510. بينما تقدر كتائب القسام الخسائر الإسرائيلية بأضعاف ذلك. هذا عدا عن الخسائر المادية والمعنوية حيث يعاني الإقتصاد الإسرائيلي من وطأة الحرب.
ولا شك أن الدعوى التي رفعتها حكومة جنوب أفريقيا ضد اسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية في غزة أضرّت بسمعة إسرائيل الدولية وستؤدي إلى مزيد من عزلتها في المجتمع الدولي خصوصًا بعد كل الدعم الشعبي الذي حظيت به القضية الفلسطينية في مختلف بلاد العالم والتي طالبت في مجملها بتحرير فلسطين وإسقاط الصهيونية.
كاتبة اردنية
