د. باسم المذحجي: اليمن: سيناريو السلام في عالم تتعدد فيه الخيارات
فجر اليوم //
المحللون الاستراتيجيون يتناولون الشأن اليمني من زاوية مختلفة، بعيدًا عن كل البعد عن كواليس اتفاق السلام، بقدر ما يناقشوا خياراتهم السيادية الأخرى، فهم يقيمون المخاطر، ونقاط الضعف، وعلى من تقع مسؤوليات التواصل المستقبلي، وما خطوات الاستجابة اللاحقة، وآلية الحفاظ على الشفافية، وبناء الثقة بين مختلف الكتل اليمنية، وكذلك سيناريو التحسن المستمر، وتبني استعداد استباقي للأزمات المقبلة مع فرض مستقبل مرن.
-ماسبق يصاغ بالحرف؛ بأن اليمنيين، مراقبون آخرون، يرون اليمن دولة معلقة، وتوسع الحرب ليس بيد اليمن، ولا أي فريق داخلي أو دولي، هو موضوع تفرضهُ الظروف والمستجدات، فنحن لا نعيش بمعزل عن غزة وفلسطين التي نعدها قضية الأمة جمعاء ، وتعني الجميع على المستوى الإستراتيجي، وبالتالي من يسع لعدم توسع الحرب، ويسوق حماية اليمن في هذا التوقيت، فعليه أن يذهب إلى غزة وإيقاف العدوان. “هناك البداية والنهاية”.
-بيد من قرار الحرب والسلام في اليمن.
نعيد صياغة العنوان بسؤال سهل ممتنع؛ ماذا تريد اليمن من القوى الأقليمية؟، اليمن لديها فرصة واضحة لبناء مستقبل مستقر، لكن على الجميع كف خطابهم، وتدخلاتهم، وإملاءاتهم في الشأن اليمني. اليمن اليوم لديها حكومتان، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب ، ولها علما يبدو منفى إجباري. وهذا الوضع يمكن أن يثير المزيد من المخاوف بشأن مستقبل بلد يعاني من قيادات سياسية، وأمنية، وعسكرية منقسمة، منها طيف ذاهب الى فصل الشمال عن جنوبة، وقد تتطور الأمور الى فتح ملفات الصفيحة التكتونية للبلاد ، ليتم ترسيم الحدود.ولهذا السبب أواصل مطالبة جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين بالوقوف في صف اليمن الموحد، والشعب اليمني الواحد لمساعدة اليمنيين على استعادة سيادتهم على بلادهم.
المعادلة السياسية الأن في اليمن معادلة “صفرية”، فإما أن تكون فائز بقرارك السيادي أو خاسر، ولابد من المجتمع الدولي أن يعمل على مساندة اليمن، وبقوة من أجل فرض صوت الشعب وبناء المؤسسات.
-ماذا يريد اليمنيون من العرب؟
أن تكون الحاضنة عربية ليس على حساب العلاقات بإيران، فحيوط اللعبة الاستراتيجية صعب جدًا في هذا التوقيت أن تخرج اليمن من يد إيران، ولكن الأزمة الحالية بين القوى السياسية اليمنية هي أزمة حقيقتها صراع السلطة والنفوذ، وربما تعيد ملامح المشهد السياسي، أو ترتيب أوراق منظومة الحكم لفترة قادمة، بينما جذور المشكلة لن تحل.
“الصراع هو بين رؤيتين، رؤية تتمسك بالمحاصصة السياسية والاستقطابات الأقليمية التي أنتجت كل هذا الخراب ووفرت مساحة للفساد، وبين منهج يرى أنه آن الأوان لمغادرة نهج المحاصصة والتوافقات والاستقطابات، وأن يكون النظام السياسي منتج وطني نقي، ويعمل للخروج من جميع الأزمات”.
باحث استراتيجي يمني/ معلومات ووثائق.
ماجستير إدارة مخاطر استراتيجية.
دكتوراه في النوع والتنمية.