إيرانالأخبار

حضره 4 رؤساء.. تواصل القصف الإسرائيلي أثناء انعقاده ألا يعد استهانة به؟ السعودية على الحياد والعراق يشفي الغليل.. الغرب يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ويكرر أخطاء الماضي وخطاياه

فجر اليوم//

في الوقت الذي كان يعقد فيه مؤتمر القاهرة الدولي للسلام بالعاصمة الإدارية بمصر، كانت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية تواصل دك غزة وتسوي أحياءها وتقتل نساءها وتثكل أطفالها، في رسالة لا تخفي عن أولي الألباب.
المؤتمر كان محط أنظار قوم أمّلوا فيه خيرا، في حين لم يعول عليه آخرون مؤكدين أنه والعدم سواء.
الرئيس عبد الفتاح السيسى قال إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وفى الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة، من أن يقف العالم متفرجًا، على أزمة إنسانية كارثية، يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى، فى قطاع غزة، يُفرَض عليهم عقاب جماعى، وحصار وتجويع، وضغوط عنيفة للتهجير القسرى، فى ممارسات نبذها العالم المتحضر.
السيسي قالها صراحة ودون مواربة: “حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل أن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، فى تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، فى دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل باقى شعوب الأرض”.
اللافت في كلمات رئيس المجلس الأوروبي وممثلي الدول الأوروبية:إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها.. دعوتهم إلى إنقاذ المدنيين، ولكن بدا موقفهم متبنيا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها!
السياسي زهدي الشامي أبدى استغرابه من مؤتمر دولى للسلام فى القاهرة بدون أمريكا و بدون رؤساء للدول، فقط وزراء خارجية.
وأضاف أن كلمة السعودية كانت محايدة جدا وكأن التجاوزات بين الطرفين متساوية وكأن السعودية بلد أجنبى لاشقيق.
وقال إن حضور أربعة رؤساء فى مؤتمر دولى، لا يعد تمثيلا لقمة دولية في ظروف استثنائية.
واختتم قائلا: أين حتى السعودية والإمارات وقطر والجزائر وباقى الدول العربية ولا أقول الأجنبية؟
كلمة العراق التي هاجمت فيها بضراوة الممارسات الإسرائيلية شفت غليل الكثيرين الذين أشادوا بها وأثنوا عليها.
في ذات السياق عبر السفير فوزي العشماوي عن شعوره بالسعادة باستضافة مصر لمؤتمر القاهرة للسلام، والكلمات التي تثني جميعها علي دور مصر وتؤكد عليه .
وأضاف أنه لاتخامره أي اوهام بما يمكن ان يحققه المؤتمر علي الارض سواء من جهة وقف اطلاق النار ولجم العدوان الاسرائيلي أو ايصال المعونات لمحتاجيها او اقرار حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة ،لافتا إلى أنه ليس مع من يقلل من اهمية المؤتمر ووزنه المعنوي علي الاقل كونه يضم قادة وممثلين لدول من اوروبا واسيا وافريقيا بالاضافة للدول العربية والمنظمات الاقليمية والامم المتحدة.
وقال إن غالبية الدول قد تتفق علي ادانة حماس في هجومها علي المدنيين الإسرائيليين ، مشيرا إلى أن هذا منطلق ربما يستحسن ألا نجادل فيه كثيرا حتي يسمعنا الجميع، ولكن لابد ان نعترف بأنه لولا هذا الهجوم ما التئم هذا المؤتمر وماتجدد الحديث عن حل الدولتين وانهاء الاحتلال، فضلا عن التساؤل البسيط عما إذا كان الهجوم رد فعل للاحتلال والقمع المستمر والمتواصل والذي لا يقتصر علي غزة بل يحدث يوميا في الضفة وكل المناطق التي لا سيطرة لحماس عليها ولاتتواجد فيها.
وقال إن العدوان لايقتصر علي غزة بل يمتد لكل فلسطين.
ودعا العشماوي إلى ترجمة استضافة مصر للمؤتمر، ووجودها في بؤرة الضوء، الي سياسات واولويات وطنية وداخلية مختلفة، تراعي حقوق الإنسان والرشد الاقتصادي وفتح الافاق السياسية الحقيقية، مشيرا إلى أنه بكل ذلك يمكن ان نقنع العالم بدعمنا اقتصادياً وسياسيا والوقوف لجانبنا في مواجهة مخططات التهجير والوطن البديل!
من جهته قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إنه يتقدم بالتحية لكل من فكر وخطط لقمة “القاهرة للسلام”، والتي أتاحت للعالم الاستماع الى لغة الحق والانسانية بعيدا عن لغة الدم والاستعلاء الاسرائيلية.
من جهته وصف الكاتب الصحفي أنور الهواري مؤتمر القاهرة بأنه مؤتمر لإقامة العزاء الأخير على روح السلام.
السفير د.عبد الله الأشعل قال إنه سئل: هل القمة توقف القصف وهل تردع إسرائيل وهل توقف إبادة غزة وتدخل المساعدات بالقوة الي الضحايا وهل تجبر إسرائيل وامريكا علي وقف التوطين في مصر وهل تدفع الي محاسبة إسرائيل دوليا وهل يشفع جوتيرش عند إسرائيل وتفتح المعبر؟
فأجاب قائلا: “اذا كانوا حلفاء لإسرائيل وبايدن ثقيل اليد عليهم فلماذا يجتمعون مادام البيان المشترك اعد سلفا في واشنطن”.
وخلص إلى أن الحكام العرب يحسدون المقاومة علي رجولتهم، مشيرا إلى أن هذا تفسيره لقرارهم في الجامعة العربية بوصم المقاومة بالارهاب، مؤكدا أن هذه أكبر قرينة علي الفصل بين مصالح الوطن وحسابات النظم العربية التي تحميها واشنطن واسرائيل.
القمم لا تصنع سلاما
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي د. كمال حبيب إن القمم لا تصنع سلاما وإنما تصنعه الجيوش وتفرضه القوة، مشيرا إلى أن الكلام المكرر والمعاد هو” طق حنك” لن يقدم ولن يؤخر.
واختتم مؤكدا أن السيف أصدق أنباء من الكلام.
نجاح مصر
على الجانب الآخر اعتبر آخرون أن النجاح في بناء حشد دبلوماسي عربي ودولي في هذة الأزمة تحديدا كان تحديا كبيرا جدا، مشيرين إلى أن هذه اول حرب إسرائيل تنجح في كل هذا الحشد الدولي المساند لها واستغلوا اول ٧٢ ساعة واعتمدوا على ما أنتجه اعلام المقاومة في روايتهم الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى