الأخبارالصورة تتكلمالكيان الصهيونيالوطن العربيتحقيقاتترجماتتقاريرتوقعات السياسيينحكاياسياسيةعسكريةغزةفلسطينقصفمقالاتمنوعات
أخر الأخبار

‏غزة تغرق: مشهد يصفع الوجدان


مقـــالات #فجر_اليوم //
رهيب التبعي بالصور📸
انهيار الخيام وتحول الحياة إلى معركة يومية

مع أول منخفض جوي، انهارت عشرات الخيام المتهالكة فوق رؤوس أهلها، وغرقت الأرض التي يفترض أن تكون مأوى. تحولت حياة الناس في غزة إلى معركة يومية مع البرد والمطر والجوع، حيث لا مأوى يحميهم، ولا يد تمتد لإنقاذهم، ولا خطة واضحة لمعالجة الكارثة.

أطفال يرتجفون حتى العظم؛ بعضهم يبكي من شدة البرد، وبعضهم ينطق بكلمات لا ينبغي لطفل أن يقولها: (الموت أهون من هذا). أصواتهم الصغيرة تتعالى في الخيام الغارقة، محاولةً لفت الانتباه، لكن لا أحد يسمعهم، ولا أحد يأتي لإنقاذهم.

أمهات يلتففن حول صغارهن، يحاولن تغطيتهم بأي قطعة قماش متوفرة، يضعن كل قوتهن وهن يراقبن أطفالهن يتعرضون للبرد والجوع في الوقت نفسه. بعض النساء يحاولن إسكات صرخات أطفالهن، وكأن الصمت نفسه هو أمل وحيد للبقاء.

لماذا لا يلجأ الناس إلى أماكن عامة؟

لمن يتساءل لماذا لا يحتمي الناس من المطر بالمساجد، فالواقع أن الاحتلال دمر معظم مساجد القطاع، حتى أن مدنًا كاملة مثل خانيونس ورفح بلا مسجد قائم واحد.

ولماذا لا يحتمي الناس بالمدارس والمستشفيات والجامعات؟ لأن معظمها مدمرة، ونسبة الإشغال السريري في المستشفيات تجاوزت المائتين بالمائة، وما زال هناك جرحى ومرضى يفترشون الأرض.

ولماذا لا يلجأ الناس إلى المصانع والدفيئات الزراعية؟ لأن الاحتلال دمر 95% من دفيئات ومصانع القطاع، وتشير أرقام منظمة الفاو إلى أن سوق الزراعة والصناعة في غزة دُمّر بالكامل.

مأساة لا تشبه أي مأساة أخرى

ولهذا لا يبالغ أهل غزة عندما يقولون إن مأساتهم لا تشبه أي مأساة في التاريخ. حتى أبسط أشكال التضامن الإنساني، مثل الحملات الميدانية أو المساعدات الشتوية، غير متاح؛ المعابر مغلقة، والشتاء قارس، والدعم الخارجي محدود أو متوقف، مهما ادعت إسرائيل والدول العربية خلاف ذلك.

ما يجري ليس عجزًا أو إخفاقًا عابرًا، بل ترك متعمّد لشعب كامل تحت المطر والبرد والجوع، في مشهد يفضح الزيف الذي تتستر به بعض المؤسسات والمنظمات، ويضع كل شعارات الإنسانية والمساعدات في موقف غير متوقع: فشل ذريع، أو تعاون ضمني مع هذه المعاناة.

صراع من أجل البقاء

كل يوم يمر على هؤلاء الناس هو اختبار للكرامة، للبقاء، وللصمود. العائلات تواجه خطر المرض، الأطفال معرضون للإصابة بالالتهابات والإنفلونزا، وكبار السن لا يجدون ما يقيهم من البرد القارس. لا فرق بين الليل والنهار، فكل لحظة هي صراع للبقاء على قيد الحياة.

لله المشتكى، وحسبي الله ونعم الوكيل.

A displaced Palestinians clears water from his tent at a makeshift camp during a storm in Gaza City on December 31, 2024, amid the continuing war between Israel and the militant Hamas group. (Photo by Omar AL-QATTAA / AFP)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى