
كشفت صحيفة معاريف العبرية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن الاحتلال يواجه حرب استنزاف قاسية في غزة، بعد فشله في إنهاء وجود المقاومة المسلحة رغم مرور أشهر على العدوان.المسؤول العسكري الإسرائيلي أقرّ بأن جيشه، ورغم دخوله مدينة خان يونس للمرة الثالثة، لا يزال يصطدم بواقع ميداني صلب، حيث تنتشر الأنفاق ويواصل المقاومون شنّ هجمات نوعية ثم الانسحاب بسلام.وأضاف أن “التحديات في خان يونس ورفح ستبدو صغيرة أمام ما ينتظر الجيش في مدينة غزة حيث تتمركز الكتائب الرئيسية لحركة حماس”.تحقيقات “الجيش” الإسرائيلي كشفت حجم الخسائر الميدانية، إذ أظهرت أن مجموعة من المقاومين خرجت من نفق يبعد 40 متراً فقط عن أحد المقرات العسكرية الإسرائيلية، وقامت بتقسيم نفسها إلى ثلاث خلايا؛ استهدفت الأولى كاميرات المراقبة وأبراج الرصد لتعطيل منظومة الإنذار المبكر، فيما اندفعت الثانية إلى مبنى يضم نائب قائد سرية وعدداً كبيراً من الجنود، لتخوض مواجهة مباشرة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.وبحسب التحقيقات، تمكن بعض المقاومين من الانسحاب عبر الأنفاق بعد اشتباك وجهاً لوجه داخل المقر العسكري، فيما قامت خلية ثالثة بإطلاق قذائف هاون وزرع عبوات ناسفة لعرقلة وصول التعزيزات الإسرائيلية.هذه الاعترافات المتتالية تعكس عجز الاحتلال عن فرض سيطرته رغم استخدامه القوة المفرطة، وتؤكد أن المقاومة في غزة ما تزال تمسك بزمام المبادرة، وتستنزف الاحتلال الإسرائيلي بحرب عصابات أثبتت فشل العقيدة العسكرية التقليدية أمام إرادة المقاتلين.