أقر الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بقصف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بمدينة غزة، بزعم استخدامها من قبل حركة حماس كمجمع قيادة وسيطرة.
وقال الجيش، في بيان عبر منصة إكس: “في وقت سابق اليوم (الأربعاء)، هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بطريقة مركزة (..) مخربي حماس الذين كانوا يعملون في مجمع القيادة والسيطرة الذي تم إنشاؤه في مدرسة الزهراء في مدينة غزة”، على حد قوله.
وزعم الجيش أن مقاتلي حماس استخدموا “مجمع القيادة والسيطرة” للتخطيط وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
وادعى أنه “قبل الهجوم، تم اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الدقيقة والمعلومات الاستخبارية”.
وحتى الساعة 16:45 (ت.غ) لم تعقب حماس على بيان الجيش الإسرائيلي، إلا أنها سبق ونفت مرارا مزاعم تل أبيب بوجود مظاهر مسلحة بمراكز إيواء النازحين، بينما قال شهود عيان إن غالبية ضحايا القصف الإسرائيلي يكونون عادة من الأطفال والنساء، وهذا ما يفند رواية الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق الأربعاء، استُشهد 3 فلسطينيين، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة الزهراء، التي تؤوي نازحين شرقي مدينة غزة، وفق مصدر طبي بمستشفى المعمداني.
وقال شهود عيان إن القصف الإسرائيلي استهدف المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين داخل صفوفها، بينما افترش آخرون خياما من القماش والنايلون في ساحاتها.
ويواجه الفلسطينيون منذ بداية الإبادة الإسرائيلية على غزة معاناة النزوح المتكرر، إذ يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية وتنتشر الأمراض.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.