دشن الناشطون من أبناء المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج “سلفية المخابرات” كشفوا فيها الأنشطة الخفية للعناصر السلفية مع الدول الأجنبية.
وقالت رئيس دائرة المرأة في لجنة الاعتصام المناهض للقوات الأجنبية بالمهرة نادية مخبال، إن “أبناء المهرة لا يعرفون الطائفية والمذهبية طوال حياتهم الا عندما وصل أتباع الحجوري والمذهب السلفي المدعومين من السعودية والإمارات الذين يشتمون من على منابرهم حركة المقاومة حماس”.
وأكدت رفض أبناء المهرة لما يفعله السلفيين الوهابيين في المهرة من تحريض عبر منابر المساجد لمهاجمة المقاومة الفلسطينية “حماس والقسام”.
وأضافت في منشور لها “نحن في المهرة ننتهج الوسطية والاعتدال ونرفض الفتنة الطائفية والمذهبية التي يحاول هؤلاء بثها لصالح العدو السعودي وتمرير أجندته في المهرة”.
من جهته أوضح الكاتب الصحفي عامر الدميني أن مشايخ السلفية يبثون سموم الفتنة بين أبناء المجتمع المهري الذي لم يعرف من قبل أي تيارات دينية، وإصدار الفتاوى المشيطنة للآخرين.
وأشار إلى أن اتباع السلفية الجامية التي ترعاها الرياض أصبحت لهم جوامع وإذاعات خاصة دون أن يمارسون أي عمل عام أو خاص ثبت لاحقا بأنهم أدوات تمول وتعبئ لصالح أجندة معينة وخدمة لدول أجنبية.
وأكد أن اتباع السلفية الجامية يمثلون خطورة ليس على المهرة فحسب، بل على كل اليمن، بل ربما تمتد الخطورة لدول الجوار، عبر تصدير الفكر الضال، وتعبئة النشء بالأفكار المسمومة والترويج للطائفية والصراع البيني الداخلي”.
وبين أن السلفيين يدعون بأنهم لا يتدخلون بالسياسية وعندما يتعلق الأمر بمن يمولهم يستبيحون كل شيء ويعملون لمصلحته والأهداف التي حددها لهم.
من جهته أفاد القيادي السابق في “المقاومة الجنوبية” الناشط عادل الحسني أن نشاط الجماعات السلفية منذ العام 2015 حتى اليوم تغذت على الصراع لتصل إلى الواجهة العسكرية والسياسية.
وأضاف لقد عول التحالف “السعودية والإمارات” على أفراد هذا التيار في حربهم على اليمن واستعملوهم كواجهة تبرر له أفعاله بتعميق المذهبية الطائفية، لافتا إلى أنها اتجهت لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات في المحافظات الجنوبية التي طالت المئات من الشخصيات السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية بينهم 30 داعية وإمام مسجد.
من جانب آخر قال رئيس “مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية أنيس منصور إن “السعودية لعبت على كثير من الأوراق لتثبيت احتلالها العسكري وتواجدها في محافظة المهرة اليمنية المجاورة لسلطنة عمان “.
وأضاف أن السعودية تمثل المركز الأساسي لما يعرف بالتيار السلفي الوهابي، بل وهي الراعية الأساسية لهذا النهج التقليدي واستخدامهم كأداة نفوذ اجتماعي في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أن السعودية في سياق مخططها للتغلغل في المهرة، عبر السلفيين إلى إحداث تغيير ديمغرافي في تركيبة المجتمع المهري، الأمر الذي يؤسس لبؤرة صدام مستقبلي خصوصًا أن طبيعة التفكير السلفي المتشدد يتنافى مع روح المجتمع المنفتح والمتسامح في المهرة.
وذكر أن ظاهرة تكثيف وتحشيد المجاميع السلفية الجامية الى مديريات المهرة يندرج ضمن مخطط سعودي لاختراق المجتمع المهري والتلاعب بنسيجه الاجتماعي ولو كان الثمن خلق صدامات مستقبلية داخل المجتمع.
وكانت قد نفذت السعودية عملية نقل واسعة للعناصر الإرهابية والجماعات السلفية المتشددة التي يقودها المتشدد يحيى الحجوري من منطقة الكولة بمديرية الجوبة في مأرب قبل تحريرها من قبل قوات صنعاء إلى بعض مديريات المهرة مطلع أكتوبر 2021م، بعد عملية نقل سابقة للعناصر بين عامي 2017 ـ 2018م.