في خطاب مهم بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى، قدم السيد عبدالملك الحوثي، اليوم الاحد، اضاءات مهمة حول وضع الكيان الصهيوني.
حيث أكد السيد عبدالملك الحوثي، أن عملية “طوفان الأقصى” أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول الآخرون أن يغيبوها من المشهد.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي، إلى أن عملية طوفان الأقصى فرملت وأوقفت المسار الذي كان يقوده من يسمون أنفسهم بالمطبعين في مسار الموالين لإسرائيل.
وشدد على أهمية وتأثيرات عملية طوفان الأقصى وما حققته من نتائج مهمة وجهت ضربة كبيرة جدا وقاسية جدا للعدو الإسرائيلي، لافتاً إلى أن مشهد عملية السابع من أكتوبر هو مشهد رهيب لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الإسرائيلية لأنه وجه ضربة هزت كل تلك الغطرسة الإسرائيلية.
وقال: ” تحرك الأمريكي فور عملية طوفان الأقصى ومعه البريطاني ودول غربية كان لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جدا للكيان الإسرائيلي” مشيراً إلى الدور الأمريكي هو أخذ راية العدوان والإجرام وتحرك بكل ثقله بالدعم والمشاركة والمساندة.
حتمية زوال كيان الإحتلال الإسرائيلي
وفيما يخص حتمية زوار كيان العدو الصهيوني، اكد السيد عبدالملك الحوثي أنه مع حجم العدوان الإسرائيلي تبقى حتمية الزوال للعدو الإسرائيلي هي حتمية من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية ولا بد أن تتحقق.
وقال” يدرك العدو المجرم وداعموه الغربيون بحتمية زوال الكيان المجرم والنبتة الشيطانية والورم الخبيث في جسد الأمة”، لافتا إلى أن حتمية الزوال حقيقة لا تكاد تغادر أفكار قادة الكيان المجرم ولا تخفى حتى على الداعمين الغربيين وعلى رأسهم أمريكا.
واستدل السيد عبدالملك الحوثي، بتصريحات قادة الكيان الصهيوني، التي باتت تناقش فكرة زوال “إسرائيل” بما فيها تصريحات مرشح الحزب الجمهوري الأمريكي، للبيت الأبيض، والتي قال فيها أن “إسرائيل لن ستزول خلال عامين في حال عدم انتخابه لرئاسة أمريكا”.
جرائم العدو الصهيوني الوحشية بحق غزة
وكشف السيد عبدالملك الحوثي، أن العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل شن أكثر من ربع مليون غارة وقصف مدفعي على قطاع غزة مستخدما نحو 100 ألف طن من المتفجرات من خلال القنابل والصواريخ والقذائف التي قدمها له الأمريكي، لافتا إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف طن عبارة عن ألغام مؤقتة لم تنفجر بعد بهدف تفخيخ قطاع غزة.
وأشار السيد عبدالملك إلى أن حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة بلغت قرابة 150 ألف شهيد ومفقود وجريح، موضحا أن جثامين 7820 شهيدا في غزة لم تحظ بالدفن ولم تصل إلى المستشفيات ولم تسجل بياناتهم، وكلها أعداد تقديرية.
وأضاف : “اختفاء الكثير من الجثث سببه استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحة وقنابل أمريكية محرمة دوليا ذات تأثير للإبادة الجماعية والتدمير الشامل”، مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي نفذ ما يقارب 3700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي السياق، أوضح السيد عبدالملك الحوثي، بأن العدو الإسرائيلي هاجم غزة بجيش قوامه 350 ألفا من الجنود النظاميين والاحتياط، ودفع بخمس فرق عسكرية لمهاجمة غزة بغطاء ناري بحري وبري وجوي هو الأعنف والأكثر همجية في تاريخ الحروب.
أمريكا شريك وممول لكل إجرام العدو الصهيوني
وجدد السيد عبدالملك الحوثي، التأكيد على أن أمريكا شريك وممول لكل إجرام العدو الصهيوني، تقتل وتصنع وتمول المآسي في الشعب الفلسطيني.
وأوضح أنه خلال عام من العدوان على غزة شيّد شيطان الحروب الأمريكي جسرا جويا وبحريا لإمداد الصهاينة بأفتك وسائل القتل والإبادة، ونقلت أمريكا بمئات طائرات الشحن الجوي العملاقة وأكثر من 100 سفينة عشرات آلاف الأطنان من الوسائل الإجرامية للعدو الإسرائيلي.
وقال: ” في الثلاثة الأشهر الأولى من العدوان فقط قدم الأمريكي اثنين مليار دولار وأكثر من 100 صفقة سلاح بأكثر من 240 طائرة شحن و20 سفينة”، لافتا إلى أن الصفقات الأمريكية للعدو الإسرائيلي مستمرة شهريا ولم تتوقف على مدار العام، وآخرها الشهر الماضي صفقة بمليارات الدولارات.
وأكد أن السلطات الأمريكية البلطجية قمعت التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية بوحشية لمجرد أنهم رفضوا جريمة الإبادة في غزة.
السيد الحوثي يشيد بصمود المقاومة الفلسطينية في مقابل الإجرام الصهيوني وحرب الإبادة
وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بالصمود التاريخي لمجاهدي المقاومة والشعب الفلسطيني الذي لا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي.
وقال : “في مقابل كل الإجرام الصهيوني والطغيان وحرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشديد، كان صمود المجاهدين وأهالي غزة عظيما” ، مؤكدا أن صمود الشعب الفلسطيني أثبت أن الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقما حاسما في المعارك.
ولفت إلى أن دول كبرى ذات إمكانيات ضخمة وجيوش كبيرة وبمساحات شاسعة لم تصمد لأيام أو أسابيع عندما تعرضت لغزو يفوقها في الإمكانات، كما صمدت فصائل المقاومة بغزة التي تواصل المعركة ضد العدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وغربيا بثبات كبير وفي منطقة صغيرة جدا ومحاصرة بشكل كلي لما يقارب 20 عاما.
خيانة الدول العربية ودورها الإعلامي ضد غزة
وأكد السيد عبد الملك الحوثي، أن بعض الأنظمة العربية تعمل وكأنها جماعة ضغط في الغرب من أجل تسريع وتيرة التسليح للعدو الإسرائيلي، فضلا عن الإرهاب الإعلامي وتوجيه الاتهامات والتثبيط والتهويل من الوسائل التي يعتمدون عليها الأعداء في احتواء أي تحرك جاد لنصرة الشعب الفلسطيني.
وقال: “السعودية لا تزال تغازل تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” على الرغم مما حدث في غزة، وهذا يدل على متانة هذه العلاقات”، مشيراً المجتمع الغربي بات مندهشا مما يحصل من قبل الأنظمة والحكومات العربية وحتى من مواقف بعض الشعوب العربية تجاه غزة.
رغم استشهاد السيد نصر الله حزب الله راسخ رسوخ الجبال
ونوه السيد عبدالملك الحوثي، بانه رغم استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، حزب الله ومجاهديه مستمرين بثبات وأقدام أرسخ من الجبال، لافتا إلى أنه من أول محاولة تقدم قام بها العدو الإسرائيلي في حدود فلسطين المحتلة مع لبنان واجه مواجهة شرسة جدا، ودخل في ورطة حقيقية.
وقال مخاطبا الشهيد نصر الله: “ها هم رجال حزب الله كالأبطال أيها السيد الشهيد يوفون بما توعدت به كاملا غير منقوص وها هو عويل الأعداء وصراخهم يرتفع من أول تقدم متري” مؤكدا أن رجال حزب الله الأبطال يواصلون ويستمرون في استهداف المواقع والمراكز والثكنات العسكرية والمستعمرات المغتصبة للعدو الإسرائيلي.
وأضاف : “السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في قلب ووجدان وسواعد عشرات آلاف المقاتلين المجاهدين الأبطال”، منوها بأن العدو الإسرائيلي صُدِم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقا من الثبات والاستبسال والصمود الذين برزوا لمواجهة العدو من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة.
وتابع قائلاً: ” أغلب الأطياف اللبنانية تدرك أن العدوان الإسرائيلي هو خطر على لبنان بكله، وأن العدو الاسرائيلي هو عدو لكل اللبنانيين “، مؤكداً أنه تحقق على أيدي مجاهدي حزب الله انتصار التحرير ودحر العدو في 2006 وينجز على أيديهم انتصارا تاريخيا عظيما في هذه الجولة المهمة من المواجهة والتصعيد.
وشدد على انه إذا كان العدو يتصور أن قتله لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سيوهن العزائم ويحطم المعنويات ويدفع إلى الاستسلام فهو واهم ومخطئ، مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي لا يتعلم الدروس مما قد مضى لا في فلسطين ولا في لبنان.
جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن كانت عنوانا مميزا لجولة الصراع مع العدو لعام كامل
وأكد السيد عبدالملك الحوثي، ان من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل هو جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن، مشيرا إلى أن المجاهدين في جبهة فلسطين الجبهة الأولى والخندق الأول في مواجهة العدو ثابتون وينطلقون بوعي وبصيرة عالية للجهاد في سبيل الله.
وأعلن أن جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدو الإسرائيلي وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه، في مرحلة لم يسبق لحالة جبهات الإسناد مثيل في الـ 75 عام التي مضت.
كما أشار إلى أن من بركات عملية طوفان الأقصى أن نرى في ساحة الأمة هذه الجبهات الثابتة الوفية المستمرة التي تتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر، موضحا أن جبهة الإسناد في العراق تتجه إلى تصعيد مستمر، واعترف العدو الإسرائيلي هذه الأيام بالقتلى والجرحى من جنوده نتيجة لتلك الضربات.
نتائج جبهة اليمن بالأرقام خلال عام من انطلاق طوفان الأقصى
في هذا السياق، أوضح السيد عبدالملك الحوثي أن اليمن، قامت بقصف الكيان الصهيوني، بألف صاروخ وطائرة مسيرة.
وقال السيد عبدالملك الحوثي، أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي ومرتبطة بالأمريكي والبريطاني، مشيرا إلى استخدام الزوارق المفخخة والتي تعتبر اليمن أول من استخدمها في العمليات البحرية لمنع وصول السفن إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف ” أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من اسقاط 11 طائرة مسيّرة مسلحة أمريكية من نوع “إم كيو 9”.
وقال السيد عبدالملك الحوثي أن جبهة اليمن العسكرية “مستمرة مع تطوير القدرات ونسعى لما هو أكبر” مشيرا إلى أن أنشطة اليمن مستمرة “على كل المستويات شعبيا وفي مجال التبرعات وغير ذلك”.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي ثبات اليمن في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، ومواجهة العدو الصهيوني قائلا “نحن ثابتون في إطار هذا الموقف الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى وحملٌ لراية الإسلام”.