اعترافات جديدة لخلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية في استهداف وتدمير القطاع الزراعي
نشرت الأجهزة الأمنية مساء اليوم اعترافات جديدة لمجموعة من عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي أعلنت الأجهزة الأمنية القبض عليها.
وكشفت اعترافات عناصر الخلية المرتبطة بشكل مباشر، بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ “CIA”، والتي تم بثها عبر مختلف وسائل الإعلام، عن استهدافها للقطاع الزراعي بعناوين مختلفة، بمشاركة السفارتين البريطانية والهولندية.
وأظهرت الاعترافات أهم الجهات التي عملت على استهداف القطاع الزراعي في اليمن والمتمثلة في وزارة الزراعة الأمريكية بالإضافة إلى منظمة الفاو، مشيرة إلى أن هناك دراسات غربية سابقة لمقومات الإنتاج الزراعي في اليمن في مختلف المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية والوسطى والمحافظات الجنوبية.
وحسب اعترافات مجموعة من عناصر الخلية، تم إعداد إستراتيجية أمريكية لاستهداف الإنتاج الزراعي والحيواني باليمن منذ مرحلة مبكرة تعود لنهاية ثمانينيات القرن الماضي، ولعبت الوكالة الأمريكية للتنمية وعناصرها دوراً رئيسياً في استهداف القطاع الزراعي.
وأوضحت عناصر خلية التجسس، أن عناصر الوكالة الأمريكية المحليين ما يزالون يعملون من خارج اليمن على جمع معلومات وبيانات القطاع الزراعي بغرض مواصلة استهدافه، حيث عملت الوكالة الأمريكية للتنمية على احتواء الكوادر البحثية بهيئة البحوث الزراعية بغرض إعاقة عملية الأصناف والبذور المحسنة.
وتحدث عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية بأن الجهات الأمريكية عملت على إنشاء مركز التقاوي لفحص التقاوي بغرض تسهيل ادخال كميات كبيرة جداً من البذور الضعيفة، وأن البذور التي تم إدخالها كانت مصابة بالآفات وبعض الآفات مثل اللفحة النارية وأخرى تتسبب بحشائش شوكية تعمل على إتلاف المحصول الزراعي.
اعترافات شبكة التجسس، أكدت أنها عملت على نشر البذور الشوكية في قاع البون وقاع جهران بدلاً من نشر بذور الخضروات والمحاصيل الأخرى، في حين عملت الوكالة الأمريكية للتنمية على استهداف التربة الخصبة وتلويثها بالبذور الملقحة بالأوبئة والأسمدة الضارة تحت عنوان توزيع البذور المحسنة التي تؤدي إلى مضاعفة الإنتاج الزراعي.
ووفقاً لمجموعة عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كان الغرض من نشر بعض البذور الملقحة العمل على جعل التربة غير صالحة لزراعة القمح أو أي نوع من أنواع الحبوب، وعملنا في الوكالة الأمريكية على استصدار شهادات صحية لمختلف البذور ذات الجودة المتدنية والمصابة بالأوبئة.
وتناولت اعترافات شبكة التجسس، الدور الكبير للمشروع البريطاني في عملية الحد من زراعة القمح، وكان لأحد المشاريع البريطانية الدور الرئيسي في نشر أصناف من البذور المحسنة المهجنة ذات السمية العالية أو تلك المصابة بالأمراض.
واعترف الجاسوس عامر الأغبري، بأنه سافر إلى الولايات المتحدة والتقى بمسؤولي الوكالة الأمريكية للتنمية وتم إطلطاعه على برنامج متكامل لإكثار الحشرات القشرية ونشرها بهدف إعاقة زراعة القمح في اليمن.
وأقر الجاسوس الأغبري، بأنه عمل بعد عودته إلى اليمن على نقل الشتلات المطعّمة بالحشرة القشرية ونشرها في المحافظات الشمالية الشرقية والمحافظات الوسطى، واستقدام الآلاف من شتلات الحمضيات المطعمة بالحشرات والأوبئة من أمريكا تحت غطاء العمل على توسيع زراعة الحمضيات.
وقال “عملنا على نشر الحشرة القشرية لكونها تعمل على إتلاف أوراق الثمرة وخفض مستوى إنتاجها، ومن ضمن الحشرات التي تم نشرها البق الدقيقي والمن الأسود بموافقة بعض المختصين في وزارة الزراعة”.
وأضاف الجاسوس الأغبري “عملنا على إنشاء مشاتل إيضاحية للكثير من المحاصيل بغرض نقل الأمراض والأشجار الموبوءة في مختلف المحافظات، وقيام الوكالة الأمريكية باستيراد كمية كبيرة من المبيدات الحشرية ذات السمية العالية ونشرها في المحافظات المستهدفة”.
وتحدث عن تنسيق الوكالة الأمريكية بشكل مباشر مع المشروع الألماني لاستيراد المبيدات الحشرية بين 2010 ـ 2012 وبتسهيل من الجهات المختصة في ذلك الوقت.
وقال “مع التحاقي بمشروع تطوير الغابات عملنا بجدية كاملة على نشر بعض الأشجار التي تعمل على إعاقة الإنتاج الزراعي أو نقل الحشرات من منطقة إلى أخرى”.
وأفاد الجاسوس الأغبري بأنه عمل في مشروع تطوير الغابات على استقطاب كوادر محلية لإكثار أنواع مختلفة من الشتلات لنشر الأمراض الحشرية، مبيناً أنشطة استراتيجية الوكالة الأمريكية للتنمية التي تضمنت استهداف عمليات ما بعد الحصاد، وهي مرحلة لا تقل خطورة من الأولى.
وقال “أنشطة استهداف عمليات ما بعد الحصاد ركزت على تعطيل عملية التخزين والتسويق وما يرتبط بهما من ترتيبات خاصة، كما أن أنشطة استهداف عملية ما بعد الحصاد أعاقت حصول المزارعين على بعض المتطلبات المرتبطة بالتغليف للمنتجات والتخزين الأمثل”.
واعترف أيضاً بأن الوكالة الأمريكية كانت قبل ذلك قد عملت على تمويل وإنشاء المحطة البحثية الرئيسية في اليمن في منطقة جدر.
وبشأن شتلات الفاكهة أوضح الجاسوس الأغبري أنه تم استجلاب عشرات الآلاف من شتلات الفاكهة المطعمة والموبوءة بالأمراض الحشرية والآفات الزراعية إلى محطة جدر أو ما كانت تعرف بمزرعة العرة.
وذكر بأن الوكالة الأمريكية عملت على جلب أصناف مختلفة من الشتلات الموبوءة الأمريكية والإسرائيلية أيضا عبر مشروع تحسين البستنة، وكان هناك تنسيق بين مشاريع الوكالة الأمريكية والمشاريع البريطانية والهولندية في عملية ضرب المحاصيل النقدية.
وأقر الجاسوس الأغبري بأنه عمل بمشروع الموارد البيئية التابع للأمم المتحدة وكانت أنشطة المشروع بارزة حينها لإيجاد ثغرات عند إنشاء الحواجز المائية، ونتيجة الإخلال بإنشاء تلك الحواجز وثقّت عمليات انجراف للأراضي الزراعية بمديريات من محافظة شبوة.
الجاسوس الأغبري، أكد المشاريع الهولندية كان لها الدور الكبير في عملية ضرب الإنتاج الحيواني في بعض المحافظات خاصة محافظة البيضاء، مشيراً إلى أن من أنشطة استهداف الثروة الحيوانية إصدار شهادات صحية لقطعان الماشية المستوردة، ما أدى لانتشار الأمراض الحيوانية.
فيما أكد الجاسوس شايف الهمداني أن قطاع النمو الاقتصادي والزراعي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن عمل على نشر الأوبئة والحشرات في المحاصيل الزراعية المثمرة تحت عنوان مكافحة الحشرات.
وأوضح أن غطاء الوكالة الأمريكية كان هو التدخل لمكافحة الآفات الزراعية عبر الشركاء المنفذين وهي منظمات دولية وغيرها، مشيراً إلى أنه كان يتم نشر الأوبئة في محاصيل معينة ومنتجات زراعية بحجة مكافحة الآفات والحشرات التي تصيب المحاصيل الزراعية.
واعترف الجاسوس الهمداني بأنه عمل قطاع النمو الاقتصادي والزراعي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على استهداف الثروة الحيوانية بشكل ممنهج، مستعرضاً بعضاً من أنشطة الوكالة في استهداف الثروة الحيوانية ومنها تطعيم الحيوانات ضد الأمراض التي كانت تصيبها وتتسبب في وفاتها، وكانت النتائج تأتي عكسية.
وبين أن الأمراض كانت تنتشر في الحيوانات عبر التطعيم واللقاحات التي أشرفت عليها ومولتها الوكالة الأمريكية للتنمية، لافتاً إلى أن أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية استهداف الأسر الفقيرة المعتمدة على صيد الأسماك والدواجن عبر مشاريع ظاهرها تقديم المساعدات.