كشفت دراسة علمية حديثة النقاب عن أسرار قهوة أرابيكا، مشروبها المفضل حول العالم،
ففكّت شفرة جيناتها لتعود بها إلى رحلة زمنية عبر ملايين السنين.
وتبيّن أنّ أرابيكا نتاج تهجين طبيعي بين نوعين من البن نشأ قبل 610 ألف إلى مليون عام
في غابات إثيوبيا، لتُصبح سلعة أساسية ذات أهمية اقتصادية وثقافية هائلة.
وأجرى فريق من الباحثين تحليلًا معمقًا لجينوم 39 سلالة من بن أرابيكا،
بما في ذلك سلالة تعود إلى القرن الثامن عشر،
لتحديد أفضل نوع جينيّ لبن البن، وهو “كوفيا أرابيكا”.
وأوضح الباحثون أنّ هذا الاكتشاف يُمثّل إنجازًا علميًا هامًا
يساهم في فهم تاريخ أرابيكا بشكل أفضل
ويُتيح إمكانيات جديدة لتحسين خصائصها.
وأكدّت الدراسة أنّ قهوة أرابيكا تُعدّ سلعة أساسية
تلعب دورًا حيويًا في اقتصادات الدول المنتجة،
حيث تُشكّل جزءًا كبيرًا من القوة العاملة في هذه الدول
وتُساهم بشكلٍ كبير في الناتج المحلي الإجمالي.
ولفت الباحثون إلى أنّ أرابيكا
تُمثّل أكثر من مجرد محصول في العديد من الدول،
فهي جزء لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد
وتُعدّ رمزًا للضيافة والتواصل الاجتماعي.
وأشارت الدراسة إلى أنّ تنوع أرابيكا الوراثي محدود،
مما يجعلها عرضةً للآفات والأمراض ويُقلّل من قدرتها على النمو في بيئات محددة.
وأوضح الباحثون أنّ هذا الأمر يُشكّل تحديًا كبيرًا
لضمان استدامة إنتاج أرابيكا على المدى الطويل.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها أرابيكا،
إلا أنّ العلماء يُؤكّدون على أنّ هذا الاكتشاف
يُمهّد الطريق لتطوير طرق تهجين جديدة
لخلق أصناف مقاومة للأمراض وتغيرات المناخ،
مع إمكانية الحصول على خصائص نكهة جديدة
تُرضي أذواق محبي القهوة حول العالم.
تُعدّ قهوة أرابيكا ثمرة رحلة تاريخية طويلة،
وتُمثل رمزًا ثقافيًا غنيًا يجمع الناس.
مع استمرار الاكتشافات العلمية،
نُصبح على أعتاب مستقبلٍ واعدٍ
يُقدم لنا أنواعًا جديدة من أرابيكا
بمذاق فريد ومقاومة أفضل للتحديات.