مقالات
أخر الأخبار

المحاضرة الرمضانية ال 19 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

– اشتهر بين الناس أن اسم القاتل من أولاد آدم هو: (قابيل)، القاتل المعتدي الحاسد، وأن اسم المقتول ظلماً، المعتدى عليه، المتقي، هو: (هابيل)، وذلك لما ورد في الروايات والآثار والأخبار

– وقد أخطأ بعض المترجمين للمعاني القرآنية، الذين يقومون بترجمة القرآن، لكن على أساس ترجمة معاني القرآن، إذ لا يتأتى ترجمة النص القرآن بنفسه، وتحويله إلى لغة أخرى غير لغته العربية؛ لأن القرآن الكريم كما قال الله عنه: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}

– بعض المترجمين قام بذكر الأسماء هذه (قابيل، وهابيل) عند ترجمة معنى هذه الآية القرآنية، وقُدِّمت في الترجمة وكأنها وردت في الآية، ولذلك استغل بعض أهل الكتاب الحاقدين، وبعض المستشرقين الغربيين، الذين يشككون في الإسلام والقرآن، استغل ذلك لإثارة الجدل حول الاسمين

– والآية القرآنية لم تذكر الأسماء أصلاً، قالت: (ابْنَيْ آدَمَ)، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ}، ولذلك كان من الخطأ من الذين قاموا بالترجمة أن يقدموا الأسماء وكأنها وردت في النص القرآني، وهي لم ترد في النص القرآني؛ هي إنما وردت في الروايات.

– من الأشياء المهمة التي يجب أن يستحضرها الجميع تجاه تلك الجريمة هو: بشاعتها، والظلم فيها، والتغليظ من الشرع فيها

– على الإنسان أن يتذكر وعيد الله، بشأن تلك الجريمة وعيد الله لمن يَقتُل ظلماً وعدواناً وبغياً، هو وعيدٌ شديدٌ جداً: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}

– في مجال العقوبات التي يعاقب فيها الإنسان بالقتل، أتت مضبوطةً جداً، ومحصورةً ومحددةً، وفي إطار ضوابط، وجهة معنية شرعاً لتنفيذ ذلك، ولم تُترك المسألة بشكل عبثي للناس

– أبناء آدم عليه السلام، ذلك الجيل الأول من أبناء آدم كانوا على ملة التوحيد، ونشأوا في أسرةٍ مؤمنةٍ متدينةٍ صالحة، وأبوهم آدم عليه السلام من موقع الأبوّة، وحنان الأبوّة وحرص الأبوّة، ومن موقع النبوة، وهو نبي الله وصفيه

– التحول الذي حصل من أجواء العبادة، والتقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى، إلى التوجه نحو الجريمة، في واقع ابن آدم القاتل المعتدي، الذي يقولون عنه (قابيل)، هذا التحول من أجواء العبادة والقربة، إلى حالة الجريمة: إلى الحقد، إلى الحسد، إلى موقفٍ عدائيٍ ظالمٍ باغٍ، لم يكن صدفة

– تلك الحالة وذلك التحول السريع في وضعه (من جو عبادة، إلى جو جريمة)؛ إنما له آثاره السابقة؛ لأنه كان يفقد حالة التقوى والالتزام بالتقوى فيما مضى، فاستمراره فيما مضى على ارتكاب الذنوب، وعدم اهتمامه بتزكية نفسه، وعدم تفاعله مع ما يقدمه له أبوه نبي الله آدم عليه السلام، ما يقدمه له من الهدى

– تنمو في نفس الإنسان حالات سلبية، لدى الإنسان قابلية للخير وللشر الله يقول عن النفس البشرية: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ولذلك فالإنسان إذا أهمل نفسه، أو بقيت فيه بذرة من بذور الخلل، البذرات الخطيرة، ونمت في نفسه، ففي مرحلة اختبار معين ينزلق نحو ذنبٍ عظيم، انزلاقةً خطيرة، قد تكون انزلاقةً وعثرةً لا ينهض بعدها أبداً

– على الإنسان أن يسعى من خلال هدى الله سبحانه وتعالى إلى أن يرسخ في نفسه النظرة الحقيقية تجاه الجرائم، تجاه بشاعتها، خطورتها، وسوئها، وفظاعتها؛ حتى تكون نفسه مستوحشة من المعاصي، تكرهها، تبغضها، تنفر منها

– جريمة القتل هي في أصلها جريمة، القتل عدواناً وظلماً جريمة بشعة، فظيعة، رهيبة، خطيرة للغاية، كبيرة من كبائر الذنوب والمعاصي

– والجرم فيها أيضاً يشمل آثارها، يمتد إلى آثارها، وهي جريمة لها آثار، آثار في محيط الإنسان، بدءاً من محيط المظلوم، المعتدى عليه، المقتول ظلماً، يتأثر محيطه القريب منه، أقاربه

– لقتله عدواناً وظلماً آثار سلبية، آثار ظلم، آثار نفسية، آثار اجتماعية، البعض حتى آثار معيشية، يقتل إنسان هو يعول أسرةً، يتكفل بها، يهتم بها، هو القائم على وضع أسرته، الآثار النفسية من حزنٍ، وألمٍ

– هذه تُحسب في جرم الإنسان، ويتسبب به في امتدادات وآثار وتبعات ونتائج تلك الجريمة.

– بعض منها يكون لها آثار اجتماعية في علاقة المجتمع ببعضه البعض، تتسبب في نشوء عداوات، وفرقة، واختلاف، وتباين، وأحياناً أكثر من ذلك: نزاعات، وصراعات، وفتن، وتفقد مجتمعاً بأكمله الأمن والاطمئنان

– اشتهر بين الناس أن اسم القاتل من أولاد آدم هو: (قابيل)، القاتل المعتدي الحاسد، وأن اسم المقتول ظلماً، المعتدى عليه، المتقي، هو: (هابيل)، وذلك لما ورد في الروايات والآثار والأخبار

– وقد أخطأ بعض المترجمين للمعاني القرآنية، الذين يقومون بترجمة القرآن، لكن على أساس ترجمة معاني القرآن، إذ لا يتأتى ترجمة النص القرآن بنفسه، وتحويله إلى لغة أخرى غير لغته العربية؛ لأن القرآن الكريم كما قال الله عنه: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}

– بعض المترجمين قام بذكر الأسماء هذه (قابيل، وهابيل) عند ترجمة معنى هذه الآية القرآنية، وقُدِّمت في الترجمة وكأنها وردت في الآية، ولذلك استغل بعض أهل الكتاب الحاقدين، وبعض المستشرقين الغربيين، الذين يشككون في الإسلام والقرآن، استغل ذلك لإثارة الجدل حول الاسمين

– والآية القرآنية لم تذكر الأسماء أصلاً، قالت: (ابْنَيْ آدَمَ)، {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ}، ولذلك كان من الخطأ من الذين قاموا بالترجمة أن يقدموا الأسماء وكأنها وردت في النص القرآني، وهي لم ترد في النص القرآني؛ هي إنما وردت في الروايات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى