في مشهد ينذر بصراع جديد، اتخذ كل من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، ورئيس “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف رشاد العليمي، خطوات متناقضة بشأن دمج الفصائل العسكرية في جنوب اليمن.
ففي الوقت الذي أعلن فيه الزبيدي تشكيل هيئة أركان لـ”القوات المسلحة الجنوبية”، أكد العليمي خلال اجتماع مع قادة الفصائل العسكرية المضي قدماً باتجاه دمج جميع المكونات العسكرية تحت كيان واحد.
ويبدو أن هذا التناقض قد يؤدي إلى صراع جديد بين الطرفين، خاصة في ظل دعم السعودية للعليمي في مساعيه لتقليص نفوذ الفصائل الموالية للإمارات، والتي يقودها الزبيدي.
بينما يعتمد الزبيدي على قوة عسكرية راكمتها الإمارات على مدى السنوات التسع الماضية، وهي قوة لا تبدو أبو ظبي على استعداد للتخلي عنها لصالح كيان موحد مع قوات حزب الإصلاح والفصائل التي أنشأتها السعودية.
ومع مرور الذكرى التاسعة لحرب التحالف على اليمن، يزداد المشهد تعقيداً، حيث لم يعد لدى قوى التحالف أي حلول جديدة، بينما تراهن على دور جديد للولايات المتحدة في ظل العمليات العسكرية البحرية التي تنفذها صنعاء مساندة للشعب الفلسطيني في غزة.
لكن واشنطن لا تبدو متحمسة لتغيير موقفها، حيث تستثمر مواقف الحكومة الموالية للتحالف ضد صنعاء دون الانخراط بشكل مباشر في الصراع.
ويبقى السؤال مفتوحاً حول مصير هذا الصراع الجديد بين الزبيدي والعليمي، وهل سيؤدي إلى مزيد من التشرذم في جنوب اليمن، أم ستتمكن قوى التحالف من احتواءه؟