– هناك أمورٌ خطرة جداً تؤثِّر على الإنسان:
منها: “عندما يكون غارقاً في نفسه، ومتمحوراً حول ذاته” هذه الحالة حالة خطيرة جداً؛ لأنها في الأخير تحوّل نفس الإنسان لدى الإنسان إلى صنم، وتحوّل وجهته في العمل إلى النفس، وليس إلى الله سبحانه وتعالى
– هذه من المخاطر التي تورط فيها الشيطان، فهو مع طول عبادته التي هي لآلاف السنوات كما في الآثار والأخبار، عظمت عنده نفسه، واستغرق في نفسه بعد كل دهر طويل وهو على تلك الحال من العبادة، ويرى نفسه أنه قد وصل إلى أن يكون في جملة ملائكة الله بينهم، مستقراً بينهم، يتعبد لله معهم، أصبحت تعظم عنده نفسه، تكبُر عنده نفسه، يسبح بحمد نفسه، يستغرق في نفسه؛ فعظمت نفسه عنده أكثر وأكثر وأكثر، فأصيب بداء الكبر
– الكبر داءٌ خطيرٌ جداً، ذنبٌ عظيمٌ، ومفسدةٌ رهيبة لأي مخلوق (للإنسان، أو للجن أنفسهم)، حالة خطيرة جداً.
أيضاً: “إذا كان هناك بذرة خللٍ أخرى” الإنسان قد يكون عنده بذرة خلل، فلا يحاول أن يُطهِّر نفسه منها، يُبقي عليها في أعماق نفسه، مع الزمن تكبر وتكبر وتكبر، ثم يواجه اختباراً معيناً في لحظة حساسة، فيتجلى ما قد وصل إليه ذلك الخلل، الذي كبر مع الوقت؛ لأنه يمكن أن يكبر فتزداد حالة الخبث في النفس والميل والانحراف نحو ذلك الخلل المعين الذي ينجذب الإنسان إليه، ويتجه إليه.
– البعض مثلاً ميوله في شهواته النفسية، فهو لا يقتنع بالحلال، إمَّا رغبته الجنسية، لم يقتنع فيها بالحلال، ولم تتزكَ نفسه، لتظهر وتبتعد عن الحرام وتمقت الحرام، يكبر ذلك الخلل، يكبر يكبر يكبر، فعند لحظة اختبار حساسة يسقط الإنسان سقوطاً خطيراً ومدوياً.
– والأطماع مثلاً، أطماع مادية، لم يتطهر منها، ولم يحاول أن يتجه الاتجاه الإيماني المتكامل، الذي تزكو به نفسه، فيكبر عنده ذلك الخلل.
– أو الطموح في المقام المعنوي، يجد أن يكون صاحب شهرة وسمعة كبيرة، ومكانة بين أوساط الناس، ويصبح هذا بالنسبة له هدفاً، ويكبر معه ذلك، فهو يرى في الأخير أن تلك الأعمال هي لتحقيق هذا الهدف، بدلاً من أن يكون اتجاهه إلى الله، والله هو يعز عباده المؤمنين، ويجعل لهم الودَ في قلوب عباده
– الإنسان إذا اتجه مع الله بإخلاص، الله سبحانه وتعالى هو من يتولى أن يجعل له العزة، وأن يجعل له المودة في قلوب عباده، من دون أن يكون ذلك هدفاً للإنسان من الناس أنفسهم.
– الشيطان يحاول من خلال الطموحات المعنوية، المناصب، حب السلطة، النفوذ، فتنة الأمر والنهي، وغير ذلك، فهو يبحث عند كل إنسان أين هي الثغرة، أين هي نقطة الضعف، من أين يمكن أن يؤثِّر عليه فيصرفه ويدفعه ليخالف أمراً من أوامر الله، أو نهياً مما نهى الله
– حتى الجوانب الدينية، قد يدفع بالبعض إلى أن يتدين بالضلالة، إلى أن يفتري على الله سبحانه وتعالى باسم الدين، إلى أن يقول على الله بغير علم، إلى أن يغلو في الدين، ويتجاوز الحق والحد، إلى أن يبتدع في الدين، ويحسب على الدين ما ليس منه
– الجانب الديني هناك أيضاً مزالق يمكن أن يشتغل عليها الشيطان مع من لديهم رغبة في التدين، توجه ديني
– البعض من الناس لديهم توجه ديني في نفوسهم، فييأس من أن يخرجهم من توجههم الديني، فهو يحاول أن يغويهم ولو كان في إطار توجههم الديني
– أما من ينجح في صرفهم عن مسألة الالتزام الإيماني والديني كلياً، ويتجه بهم إلى الفجور والفسق، والخروج عن الالتزام بالإيمان والتقوى، فهي حالة أيضاً يغوي فيها الكثير من الناس، ممن يُعَبِّدون أنفسهم له وللشهوات، وينزلقون تلك المزالق والعياذ بالله.
– ينبغي أن يكون لدى الإنسان وعي بإن الشيطان سيترصد له، وإذا فشل في جهة معيَّنة، أو من جانب معيَّن، سيبحث من جانب آخر.