يُقدّم “قاتل” الفاروق عمر بن الخطاب “بطلاً وشُجاعاً”.. “أبو لؤلؤة المجوسي” فيلم جدلي من إنتاج قناة عِراقيّة ردًّا على “معاوية إم بي سي”. !

فجر اليوم//

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

فيما بدا أنه بداية مشهد فتنوي تحريضي، بدأته قناة “إم بي سي” السعوديّة حين أعلنت نيّتها عرض مسلسل يحكي قصّة معاوية بن أبي سفيان وفترته الزمنيّة الجدليّة، كشفت قناة عراقيّة اسمها “الشعائر” عن إنتاجها فيلماً يحكي سيرة “أبو لؤلؤة المجوسي”، والأخير هو قاتل الخليفة عمر بن الخطاب.

وكون شخصيّة معاوية مُتّهمة عند بعض طوائف المُسلمين، بأنها حرّضت على قتل وسبّ الصحابة، يبدو أن القناة العراقيّة تعمّدت اختيار شخصيّة جدليّة ينتقدها عوام المُسلمين، وتحديدًا الطائفة السنيّة، حيث “المجوسي” هو قاتل خليفة المُسلمين وأبرزهم وأكثرهم عدلاً الفاروق عمر بن الخطاب.

ومن دون مُقدّمات، أو تبريرات، وضعت القناة المذكورة إعلانها الخميس، وأكّدت أن العمل من إنتاجها، وسيكون أكبر إنتاج درامي إسلامي تاريخي لهذا العام، ولم تُعلن القناة أسماء أبطال العمل، ولكن القناة العراقيّة ذكرت بأن العمل سيكون فيه عدد كبير من الممثلين من العراق، سورية، لبنان، وإيران، ما يطرح تساؤلات حول نيّة أسماء كبيرة من الممثلين العرب المُشاركة في عمل جدلي كهذا.

ويثور على المنصّات التواصليّة تفاعلات حادّة مع العملين، حيث يرفض أتباع الطائفة الشيعيّة عرض مسلسل معاوية، وكان على رأسهم مقتدى الصدر، فيما يُعبّر أتباع السنّة والجماعة عن امتعاضهم من عرض عمل يُمجّد بشجاعة قاتل خليفة المُسلمين عمر بن الخطاب، واختيار القناة عنواناً للفيلم بتوصيف جدلي هو “شجاعة أبو لؤلؤة”.

وبحسب الروايات التاريخيّة، فإن أبو لؤلؤة كافر لم يُسلم، ويوضع في خانة الإجرام لقتله الفاروق عمر، وكان يُقال له فيروز النهاوندي، وهو فارسي الأصل وسُبي إلى المدينة المنورة.

وسارعت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق، إلى إصدار بيان موجّه لقناتي “إم بي سي” العراق، والشعائر العراقيّة، طلبت فيه منع بث العملين، وقالت الهيئة بأن القناتين استجابتا لطلبها بعدم البث، ولكن هذا لا يعني بتاتاً توقّف عرض العملين تماماً، فقنوات “إم بي سي” تملك مجموعة قنوات مُوجّهة للعالم العربي، والقناة العراقيّة تستطيع اللجوء إلى منصات التواصل أو بيعه لقنوات أخرى لعرضه خارج العراق.

واتّهم نشطاء القناة العراقيّة “الشعائر” بأنها ذات توجُه طائفي شيعي، ومدعومة من إيران، فيما لم يصدر عن الجمهوريّة الإسلاميّة أي تأييد ودعم للعمل، وترفض الشخصيّات البارزة فيها التعرّض للصّحابة والصحابيّات، وهُناك فتاوى في ذلك الشّأن منعاً للفتنة، كما أن إيران تملك قنوات ذائعة الصّيت أكثر من القناة العراقيّة “الشعائر” لو أرادت طرح عمل درامي جدلي تاريخي ردًّا على “معاوية” ومن خلفها القناة السعوديّة.

وكما سيكون مشهد استشهاد الحسين في كربلاء أو طريقة تناوله ومعركتيّ الجمل وصفين، جارحاً لبعض المُسلمين وبعض المواضع التاريخيّة الفتنويّة الأخرى في مسلسل معاوية الجدلي، سيكون إعادة مشهد طعن الخليفة عمر بن الخطاب وهو يُصلّي الفجر بالناس في المدينة المنورة على يد “المجوسي”، وتقديم الأخير كونه شُجاعاً وبطلاً، مُثيرًا لغضب المُسلمين على الضفّة الأخرى، ما طرح تساؤل منصّاتي من نوع من يُريد أن يُشعل نار الطائفيّة والأحقاد التاريخيّة بين المُسلمين مُجَدّدًا؟، فتّش عن المُستَفيد!

Exit mobile version