
في الوقت الذي تتخاذل فيه شعوب عربية وإسلامية تجاه الخيانة التي تمارسها انظمتهم ضد غزة في استمرار دعم الاحتلال اقتصاديا والتعامل معه تجارياً وإنقاذه من الحصار الجزئي المفروض عليه وعلى رأس هذه الشعوب، الشعب المصري الذي يشاهد موانئه وقد تحولت إلى ترانزيت لاستقبال وتحميل سفن الملاحة الإسرائيلية وبضائع واحتياجات الاحتلال التي لم تتوقف منذ ان قطع اليمن الملاحة على الاحتلال من البحر الأحمر منذ اواخر أكتوبر ٢٣، تشعر شعوب دول غير عربية وغير إسلامية بالخجل والمسؤولية تجاه ما يحدث في غزة وتتحرك لتضييق الخناق على إسرائيل بقدر ما أمكنها ذلك.وفي هذا السياق كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن سفينة سياحية إسرائيلية تُدعى “كراون إيريس” أُجبرت على مغادرة جزيرة سيروس اليونانية وتغيير وجهتها إلى ميناء ليماسول في قبرص، وذلك عقب تصاعد احتجاجات شعبية واسعة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي ومؤيدة للقضية الفلسطينية.السفينة، التي كانت تقل أكثر من 1600 راكب، وصلت إلى الجزيرة في زيارة مقررة لمدة ست ساعات، لكنها فوجئت بحشد جماهيري غاضب تجاوز 300 متظاهر من سكان الجزيرة، حملوا الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة، ما أجبر طاقم السفينة على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ومنع الركاب من مغادرتها.وبحسب الصحيفة، فإن شركة مانو ماريتايم المالكة للسفينة اضطرت إلى اتخاذ قرار عاجل بتحويل مسار الرحلة نحو قبرص، بعد فشل محاولات التهدئة وتأمين نزول السياح، وسط مخاوف من تطور الأوضاع إلى صدام مباشر بين المحتجين والركاب الإسرائيليين.التقارير اليونانية المحلية أفادت بأنه جرى توزيع منشورات تندد بالجرائم الإسرائيلية على نطاق واسع في محيط الميناء، فيما رفع المحتجون لافتات كتب عليها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا الإبادة الجماعية”، في مشهد يعكس تنامي الغضب الشعبي ضد الاحتلال في الجزر اليونانية.وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه اليونان تصاعدًا غير مسبوق في التحركات الشعبية المناهضة للكيان الإسرائيلي، شملت هجمات على ممتلكات إسرائيلية، واعتداءات على سياح يحملون الجنسية الإسرائيلية. وتُظهر التقديرات أن أكثر من 600 ألف إسرائيلي زاروا اليونان خلال عام 2024، ما يجعلها من أبرز الوجهات السياحية للإسرائيليين، غير أن استمرار العدوان على قطاع غزة بدأ يُقابل بموجات متنامية من الرفض الشعبي والتضييق على السياحة الإسرائيلية.المراقبون يعتبرون ما حدث في جزيرة سيروس مؤشرًا على تبدل المزاج الشعبي الأوروبي تجاه إسرائيل، خاصة في ظل ما يُوثّق من مجازر يومية ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي تجاوز عدد شهدائه أكثر من 56 ألفًا منذ أكتوبر الماضي، إلى جانب أكثر من 133 ألف جريح.ويشير تصاعد هذه التحركات إلى أن الرأي العام الأوروبي بات أكثر جرأة في مواجهة التطبيع السياحي مع الاحتلال، وسط دعوات متزايدة لمقاطعة السياح الإسرائيليين، وإغلاق المنافذ أمام السفن المرتبطة بالكيان، كخطوة تضامنية فعلية مع الشعب الفلسطيني المحاصر.