فجر اليوم //
لم تحدد الولايات المتحدة، أكبر جهة داعمة لاسرائيل، حتى الآن أي خط أحمر لحليفتها في حربها ضد حماس لكنها تؤكد أنها تمارس ضغوطا قصوى على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مواجهة الأزمة الانسانية في غزة وتسعى لفرض ضوابط عليها لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام اجتماع الاربعاء لنظرائه من دول مجموعة السبع في طوكيو إن “الطريقة الوحيدة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة مرة أخرى هي البدء في تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم (…) وتوجيه جهودنا الدبلوماسية في هذا الاتجاه”.
ودعت مجموعة السبع إلى تطبيق “هدنات وإقامة ممرات انسانية” في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لقصف اسرائيلي ردا على هجوم دام وغير مسبوق شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/اكتوبر أوقع أكثر من 1400 قتيل معظمهم من المدنيين في اسرائيل، بحسب السلطات الاسرائيلية.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة لا تريد “أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة. ليس الآن وليس بعد الحرب” فيما تخشى مصر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين.
على غرار اسرائيل، ترغب واشنطن في ألا تكون غزة بعد الآن “منطلقا للإرهاب أو لهجمات عنيفة أخرى” في المستقبل. لكن بلينكن شدد على أن الولايات المتحدة “لا تريد إعادة احتلال غزة بعد انتهاء الحرب. لا حصار ولا تقليص للأراضي”.
– قلق –
هي المرة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة بهذا القدر من الوضوح حدودا معينة لحليفتها الإسرائيلية، هي التي أكدت منذ البداية أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها من حماس التي تعتبرها واشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ويعكس ذلك نوعا من التوتر لدى المسؤولين الأميركيين بشأن الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، في حين تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 10500 شخص، معظمهم من المدنيين، خلال شهر بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأضاف بلينكن أنه سيكون من الضروري “وضع أصوات وتطلعات الشعب الفلسطيني في قلب الحكم في غزة” بعد الحرب، ورؤية هذه الأرض “موحدة” مع الضفة الغربية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
وقام وزير الخارجية بزيارة مفاجئة الى رام الله الأحد للقاء الرئيس محمود عباس بعد زيارة إسرائيل الجمعة والأردن السبت، وكذلك العراق وتركيا.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه يجب وضع “آلية دائمة لاعادة اعمار غزة” المدمرة وسيكون من الضروري إيجاد “طريق تسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش جنبا إلى جنب في مساحاتهم الخاصة وفي نفس الظروف الأمنية والحرية والفرص والكرامة”.
بدت تعليقات بلينكن بمثابة تحذير لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلن أن بلاده ستتحمل “المسؤولية الشاملة عن الأمن” في غزة “لفترة غير محددة”.
لا تخفي أوساط بلينكن الموجود الخميس في سيول، الرغبة في الضغط على اسرائيل.
وقال بلينكن “من الواضح أن إسرائيل لا يمكنها احتلال غزة. الحقيقة هي أنه قد تكون هناك حاجة إلى نوع من انتقال عند نهاية الحرب لكن من الضروري أن يكون الشعب الفلسطيني في صلب الحكم في غزة والضفة الغربية”.
وأضاف ان الإسرائيليين ليس لديهم “أي نية لإعادة احتلال غزة”.
حتى ذلك الحين، تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل من خلال رفض أي فكرة لوقف إطلاق النار من شأنها أن تفيد حماس، وتفضل بدعم من مجموعة السبع، “هدنات إنسانية” لافساح المجال أمام إيصال مساعدة عاجلة وضمان حرية تنقل المدنيين العالقين وسط المعارك والافراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.
تؤكد واشنطن انها تجري مفاوضات مكثفة مع اسرائيل إذ ان الرئيس جو بايدن يتواصل بشكل شبه يومي مع نتانياهو، لكن معالم فترات التوقف في المعارك هذه لم تحدد بعد لا سيما ما اذا كانت ستشمل كل قطاع غزة او القسم الجنوبي فقط حيث بات يحتشد غالبية المدنيين حاليا.
ردا على دعوات دول عربية لا سيما تلك التي تطالب بوقف اطلاق نار فوري، رد بلينكن الاربعاء أنه سيكون عليها حينئذ “الالتزام بشرح كيفية الرد على النتيجة غير المقبولة التي ستترتب على بقاء حماس في مكانها، محتجزة أكثر من 200 رهينة مع القدرة والرغبة المعلنة في القيام مجددا بما قامت به في 7 تشرين الأول/اكتوبر مجددا ومجددا”.