متــــــــابعــــــــات #فجر_اليوم //
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنّ الغارة الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة القطرية دفعت دول الخليج إلى التشكيك في قيمة الحماية الأميركية، بعدما بدا أنّ الولايات المتحدة غير قادرة أو غير راغبة في كبح “إسرائيل” حتى حين تهدّد أو تهاجم حلفاء واشنطن.
وذكر محلّلون أنّ ارتياح “إسرائيل” في تنفيذ الضربة أثار شعوراً بالغضب وانعدام الأمان في الخليج، إذ خلصت بعض الدول إلى أنّ مهاجمة قطر قد يعني أن جيرانها بدورهم عرضة للخطر.
“الضربة عززت الشعور بأن واشنطن شريك أمني غير موثوق”
وفي السياق، أشار أحد الباحثين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أنّ العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” جعلت هذه الضربة “مختلفة نوعياً” عن الهجمات السابقة، موضحاً أنّها عزّزت الشعور بأن واشنطن شريك أمني غير موثوق.
كما أضاف أنّ الولايات المتحدة تكتفي غالباً بتعبير شكلي عن عدم الرضا من دون فرض إجراءات رادعة لوقف “العدوان العسكري غير المقيّد لإسرائيل في المنطقة”.
وبحسب الصحيفة، فإنّ تآكل الثقة الخليجية في الحماية الأميركية مستمر منذ سنوات طويلة مع إدارات ديمقراطية وجمهورية، في ظل “تحوّل استراتيجي” نحو آسيا وتراجع أهمية نفط الشرق الأوسط لواشنطن.
هذا وأكّدت “واشنطن بوست” أنّ الهجوم الإسرائيلي جاء ليقوّض تصورات سابقة بأن علاقات خاصة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادرة على تشكيل سياساته، إذ خابت تلك الآمال مع قصف الدوحة.
قطر تتمسّك بالتحالف مع واشنطن
ورغم إدانة ترامب للهجوم يوم الثلاثاء، فإن تحفظاته لم تخفف القلق الخليجي. بالمقابل، شدّدت قطر على متانة شراكتها الأمنية والدفاعية مع واشنطن، ودعت إلى قمة عربية – إسلامية طارئة في الدوحة يوم الأحد، كما أوفدت رئيس وزرائها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين في إدارة ترامب، وفقاً للصحيفة.
كما يرى محلّلون أنّ دول الخليج ستسعى الآن إلى ضمانات أمنية أوضح من واشنطن، مع تعزيز التنسيق الإقليمي وتبادل المعلومات الاستخباراتية فيما بينها.
في هذا السياق، قال باحث في المجلس الأطلسي إنّ أي هجوم في المنطقة يمكن أن يورّط الجيران بسهولة، ويضر بالاقتصادات وصورة الاستقرار التي عملت هذه الدول على ترسيخها.
خيارات محدودة أمام الخليج
وأضاف محلّلون، بحسب الصحيفة، أنّ “المأساة” تكمن في أنّ دول الخليج لا تملك بديلاً فعّالاً عن الضمانة الأميركية، إذ لا تُعد الصين وروسيا شريكين موثوقين، فيما لا تزال المبادرات الدفاعية المحلية قيد التنفيذ. وأوضح أنّ الاعتماد على الولايات المتحدة متجذر بعمق “ومن الصعب التخلص منه”.
