الأخبار

هذا ما حدث لي حنكة المسعود في قبيلة قيفه بمحافظة البيضاء اليمنية ( تفاصيل )

فجر اليوم //
كتب الصحفي اليمني عادل الحسني مقالا توضحيا لما حدث في محافظة البيضاء وتحديدا في حنكة آل مسعود جاء ذلك تحت عنوان «‏ماذا جرى في حنكة المسعود؟»

وقال الحسني..

لنفهم الوضع الراهن في الحنكة، نعود قليلًا إلى الوراء وبالتحديد إلى سنة 2021، حين تم إخراج تنظيمي القـ ـاعدة وداعـ ـش من مديرية الصومعة في البيضاء.
كان من ضمن الخارجين من الصومعة شخص يُدعى “أبو سعد” واسمه الكامل “معاذ حسن عبدالله المسعودي” وقد استقر في بيته في الحنكة، وحين السيطرة على الصومعة تم العثور على وثائق تُسمِّيه بـ” أمير ولاية المحن يزيد”.
ظل “أبو سعد” يستهدف القوات الأمنية في قيفة، دائمًا ما كانت عملياته تتم بشكل احترافي واحترازي ولم يتم رصده، وقد استهدف عددًا من النقاط والجنود.
وفي إحدى العمليات قام بقنص أحد أفراد نقطة عسكرية في الحنكة، وتم إثبات وقوفه خلف العملية، وانطلقت حملة للبحث عنه في بيته، ولم تتمكن من إيجاده.
بقي مختفيًا لفترة، حتى تم رصده من قِبل قوة أمنية في سوق المدينة، تبادلت معه إطلاق النار وقُتِل حينها.
بعد تفتيش جواله وجدوا 18 اسم لأعضاء خلية في حنكة المسعود، وكان مسجد القابل – أو التوحيد – هو مركز اللقاءات والعمليات.
نزلت حملة عسكرية إلى المسجد، وكان ذلك بحضور مشايخ وعقال الحنكة وما جاورها، ومن ضمن العقال شقيق أحد المحاضرين في المسجد.
وفي الأثناء، وجَّه المحاضر في المسجد سلاحه، وحدثت مناوشة قُتِل فيها شقيقه – أحد العقال –.
على إثر ذلك تصاعدت الأمور، وتم القبض على الـ 18 شخص المسجلة أسماؤهم، وتم ترحيلهم إلى صنعاء.
تحفظت صنعاء على 4 أشخاص بسبب تورطهم وأفرجت عن الباقين شريطة ألَّا ينخرطوا بأي أعمال فوضوية.

لم يلتزم المُفرج عنهم بالاتفاق، وقاموا بتشكيل مجموعات مسلحة والقيام بعمليات استهداف متكررة للدوريات والنقاط العسكرية، ومنها ما حدث مؤخرًا السبت الماضي (4 يناير) حين تم استهداف طقم تابع لإدارة أمن قيفة – جميع أفراده من قيفة – نتج عن الاستهداف قتلى وإصابات خطيرة.
تحرَّكت في أعقاب الاستهداف حملة إلى الحنكة، وكثفت المجموعات المسلحة تمركزها كما انضم إليها مقاتلون من القبائل، وقد حاول مشايخ وعقال قيفة التدخل إلا أنَّ محاولة خفض التصعيد لم تنجح مع الطرفين.
طوَّقت قوات عسكرية قرية الحنكة، وأمهلت العناصر المسلحة حتى الخميس (9 يناير) وطلبت من القبائل التدخل لتسليم المطلوبين دون غيرهم، ولكن لم تنجح أي مساعٍ، والسبب الأبرز هو تحفظ صنعاء على الأشخاص الأربعة ضمن قائمة الـ18 اسم.
مساء الأربعاء تم استهداف مصفحة تابعة لإدارة أمن قيفة أرادت التواصل مع العناصر المسلحة، وجُرِح فيها اثنان.

ما أن انتهت المهلة، قامت المعركة في قرية الحنكة، وقد تم تحذير المشايخ والعقال بالابتعاد عن أماكن تواجد المسلحين. وبحسب مصادر ميدانية، فالعناصر المسلحة عددها محدود جدًا، فيما بقية المقاتلين هم من أبناء القبائل وقد دخلوا المعركة بدافع قبلي بحت، وقد سلَّم أكثر من 70 شخص منهم نفسه للحملة العسكرية.

تتواصل قبائل قيفة مع صنعاء لعدم مفاقمة الوضع، والإفراج عن المعتقلين مقابل التعاون لتسليم أي عنصر مخرب متورط بارتكاب جرائم، ولا تزال المحادثات مستمرة مع لقاء وفد قبلي بقيادات من أنصار الله لإطلاق سراح المعتقلين الأربعة، ووضع حلول للتصعيد الحالي.

ميدانيًا، انحصر وجود العناصر المسلحة في جزء بسيط من القرية، وقد خرج معظم من كانوا متواجدين فيها باتجاه الوادي.

إعلاميًا، يتم استغلال الأحداث ومحاولة مفاقمتها من قبل بعض الإعلام والأٌقلام المدفوعة من الخارج، على عكس إرادة القبائل التي تحاول تجنيب مناطقها أي صراعات، وهي على تواصل مباشر مع السلطات في صنعاء.
كما أنَّ هناك إعلامًا محسوبًا على صنعاء يدعو إلى التأجيج، ويسمي الأشياء بغير مسمياتها، وعليه أن يلتزم المهنية والمصداقية.

على صنعاء أن تتعامل بمسؤولية تامة وأن تتجاوب مع القبائل تجنبًا لخلق أي صراع داخلي يفاقم من أزمات البلد، ولتفويت الفرصة على من يريد باليمن سوءًا، ولعدم تضييع مساعي السلام التي تحتاج إلى هدوء واستقرار يساعد على الحل ويقلل صراعات الداخل.
نسأل الله أن يحقن الدماء وأن يصلح البلاد والعباد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى