هذا المطلوب من الشعراء ؟!
فجر اليوم//
مطلوب من الشاعرات والشعراء الأعزاء أن يقرأوا قصائدهم بهدوء. دون مبالغات إلقائية ودون مسرحة للقصائد وتحريك عشوائي لليدين مبالغ في العاطفية.
لم يعد الشعر اليوم يتحمل كل تلك الغنائية وذلك الاستعراض.
لقد ولى ذلك الزمن. قد نتأسف لأن ذلك الزمن ولى، قد نحن إليه، سوى أنه ولى وعدم الوعي بذلك كارثة حقيقية. بل الشعر اليوم أكثر من أي زمن آخر يحتاج إلى الهدوء، إلى التركيز وإلى الفكر. جإنه عاطفة دون شك، وحدس، استشراف وإشراق، سوى أنه وعي أيضا.. وعي حاد ومركز ومكثف على ضوء هذا العصر وليس على ضوء عصور أخرى ماضية.
لا أريد هنا أن أحدد للشعر أفقا ضيقا أو أن أضع له تعريفا أو أن أنقص من شساعته ورحابته فهذا لا ينبغي لي ولا لغيري سوى أن الطريق إلى المعرفة مستقيمة حتى وإن كانت مستقيمة الاستدارة بصيغة ابن عربي. ما ألاحظه وللأسف هو هذا النوم في العسل في الشعر المكتوب بالعربية. عسل الماضي. عسل السلف الشعري الصالح. عسل أئئمة وفقهاء الشعر والأدب العربي. فعلى غرار الثقافة العامة التي تنام مستريخة في الماضي ينام شعرنا أيضا في عمومه وليس كله لحسن الحظ. أما الخارجون عن هذا الإجماع الفقهي في الشعر فحالهم ليس أفضل من الخارجين عن إجماع هذه الشعوب على أئمتها ومرشديها وجلاديها..
– محمد بنميلود