نتنياهو يقر بالهدنة ويتمنى أن تكون هناك أخبار سارة قريبا.. قطر وإسرائيل تعلنان قرب التوصل الى اتفاق لإطلاق رهائن وهدنة موقتة في غزة
فجر اليوم //
القدس ـ (رويترز) – (ا ف ب): أعلنت قطر وإسرائيل الثلاثاء قرب التوصل الى اتفاق للإفراج عن رهائن لدى حركة حماس مقابل هدنة موقتة في قطاع غزة حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية البرية وقصف مناطق عدة من دون هوادة لليوم السادس والأربعين من الحرب.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل قليل “نحرز تقدما” بشأن إعادة الرهائن.
وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه قال لجنود احتياط “نحقق تقدما. لا أعتقد أنه يستحق أن نصفه بأنه كبير جدا، ليس بعد، لكنني آمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريبا”.
أكدت مصادر مقربة من حماس تفاصيل التهدئة في قطاع غزة، حيث تضمنت هدنة 5 أيام قابلة للتمديد، وإطلاق سراح جميع النساء والأطفال الفلسطينيين إلى الضفة الغربية.
وحسب المصادر فإن إسرائيل سوف تسحب قواتها إلى الأطراف، وتفتح ممرا بين شمال وجنوب القطاع، وسيتم فتح معبر رفح وسيسمح بدخول المساعدات الإنسانية، ولن تكون هناك مسيرات إسرائيلية.
ردا على ذلك سوف تطلق حركة “حماس” سراح 50 من الأسرى الإسرائيليين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن المفاوضات حول الرهائن في “أقرب نقطة” من الوصول الى اتفاق منذ بدئها.
وأضاف في مؤتمر صحافي في الدوحة “وصلت الوساطة إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة”.
وشنّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما غير مسبوق على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تمّ خلاله أخذ نحو 240 شخصا رهائن، بينهم أجانب، ونقلهم الى القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية.
وأدى هجوم الحركة الى مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت اسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وتشنّ قصفا جويا ومدفعيا بلا هوادة على القطاع، وبدأت منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر بتنفيذ عمليات برية في داخله، ما تسبّب باستشهاد أكثر من 13300 شخص، بينهم أكثر من 5600 طفل.
ولا يزال مصير الغالبية العظمى من الرهائن مجهولا. وأفرجت الحركة عن أربع نساء، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير جندية رهينة، والعثور على جثتين لرهينتين.
ويتوقع أن يتيح الاتفاق الذي يتم بحثه بوساطة قطرية بالدرجة الأولى وبمشاركة مصر والولايات المتحدة، إفراج الجانب الفلسطيني عن عشرات من الرهائن، مقابل إطلاق إسرائيل عددا من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قال فجر الثلاثاء إنّ “الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة”.
في واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن لليلة الماضية عن “اعتقاده” بأن الاتفاق “وشيك”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “نحن أقرب ما نكون (للتوصل الى اتفاق). نحن واثقون. ولكن يبقى عمل (للقيام به). لا شيء منجزا ما دام الأمر غير مكتمل”.
– إفراج على مراحل –
وقال مصدران مطّلعان على مفاوضات الاتّفاق لوكالة فرانس برس “تتضمّن الصفقة هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط”.
وأضاف المصدران أنّ “الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 ومئة” رهينة محتجزين في قطاع غزة “لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء” الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأوضحا أنّ الإفراج عن هؤلاء “سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير” من الهدنة.
ويتضمّن الاتفاق “إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال”، وفق المصدرين اللذين أكدا أنّ “احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة”.
وأشارا الى أن “إسرائيل أصرّت على ترابط العائلة، أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس، لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأميركية لإنهاء هذه النقطة”.
وما أن تُحلّ هذه النقطة “سيتمّ إعلان موعد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام قابلة للتجديد”، وفق المصدرين.
وصعّدت عائلات الرهائن الإسرائيليين ضغوطها على حكومة بنيامين نتانياهو في الأيام الأخيرة.
وقال نتانياهو بعد لقائه وفدا منهم مساء الاثنين “لن نوقف القتال حتى نعيد الرهائن”.
– “مأساة” صحية –
ومع تواصل القصف و”الحصار المطبق” المفروض على القطاع منذ ستة أسابيع، تزداد حدة المعاناة الإنسانية في منطقة يقطنها أكثر من 2,4 مليون نسمة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يطوّق مخيم جباليا، أكبر مخيم في غزة ويقع عند مدخل المدينة. وكان يقطنه 116 ألف شخص، وقد نزح منه الآلاف تحت وطأة القصف والدمار الذي تعرّض لهما.
وقال الجيش إن جنوده يواصلون القتال في شمال قطاع غزة، وإن ضربات جوية وبواسطة مسيرات دمّرت ثلاثة مداخل أنفاق “كان يختبىء فيها إرهابيون” قرب مخيم جباليا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة الثلاثاء إن الدبابات الإسرائيلية لا تزال تحاصر المستشفى الإندونيسي، مشيرا الى وجود “خمسين جثة على الأرض” خارج المستشفى، وجثث أخرى داخله.
واتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي الاثنين بقصف دام على المستشفى الإندونيسي الواقع أيضا في مدينة غزة، ما أدى الى استشهاد 12 شخصا على الأقل.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة “إكس” إنّ “منظمة الصحة العالمية تشعر بالرعب إزاء الهجوم على المستشفى الإندونيسي في غزة”.
وتمحورت العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة حول بعض المستشفيات. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات كستار لمنشآت عسكرية وقيادية، وهو ما تنفيه الحركة بشكل قاطع، متهمة الإسرائيليين بشنّ “حرب مستشفيات”.
وأمر الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع بإخلاء مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، بعد محاصرته لأيام واقتحام عدد من أقسامه. والإثنين، وصل الى مصر 28 طفلاً خديجًا تمّ إجلاؤهم من مجمع الشفاء عبر معبر رفح، وفق منظمة الصحة العالمية.
وخرجت معظم مستشفيات قطاع غزة، خصوصا تلك الواقعة في المناطق الشمالية، عن الخدمة بسبب الدمار أو انقطاع الوقود.
ويجد سكان غزة الذين نزح منهم قرابة 1,7 مليون شخص صعوبات بالغة في الحصول على ماء ومواد غذائية.
وكان صف طويل من الرجال والنساء ينتظر الثلاثاء في مدينة رفح في جنوب القطاع أمام مركز لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للحصول على أكياس طحين.
وقالت حليمة أبو عمر، وهي والدة لستة اطفال وصلت الساعة السادسة صباحا لانتظار دورها، لوكالة فرانس برس، “الصواريخ لم تقتلنا، لكن في الوقت الحاضر، نموت من الجوع والعطش”. وأضافت “خلال الأيام الأخيرة، لم يعد لدينا خبز حتى”.
وتخضع المساعدات المحدودة التي تدخل القطاع لقيود عدة، ويجب أن تحظى بموافقة إسرائيل. وتقول الأمم المتحدة إنها غير كافية بتاتا.
وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي في جنيف “إن لم يتوافر الوقود بكميات كافية سنشهد انهيار مرافق الصرف الصحي. فتصبح لدينا إضافة إلى القذائف والقنابل، الظروف المؤاتية لانتشار الأمراض. إنها ظروف مثالية لحصول مأساة”.
– مقتل مدنيين في لبنان –
على الجبهة الشمالية لإسرائيل، استشهد أربعة مدنيين بينهم صحافيان من قناة “الميادين” التلفزيونية اللبنانية الثلاثاء في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام والقناة.
وتشهد المنطقة الحدودية مع جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل وحزب الله منذ بدء الحرب.
ونعت قناة الميادين “الشهيدين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة استهداف إسرائيلي غادر”.
وأفادت الوكالة الوطنية عن مقتل امرأة مسنة تدعى لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها آلاء القاسم، سورية الجنسية، بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا.
في 13 تشرين الأول/أكتوبر، قتل مصوّر وكالة أنباء “رويترز” عصام عبدالله وأصيب صحافيون آخرون من وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة ووكالة رويترز خلال تغطيتهم قصفاً إسرائيلياً في جنوب لبنان.
وارتفعت حصيلة الشهداء في جنوب لبنان منذ بدء الحرب إلى 95 شخصاً بينهم 68 مقاتلاً في صفوف حزب الله، و14 مدنياً. وأفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.