في الوقت الذي ما يزال جيش الاحتلال الاسرائيلي غارق في مستنقع غزة يجر ” نتنياهو ” هذا الجيش الى مستنقع أخر في لبنان بتأكيد الاعلام العبري الذي نقل حالة القلق الواسعة للراي العام الاسرائيلي من تداعيات هذه الحرب التي سيدخل فيها جيش الاحتلال المستنزف في غزة الى حرب استنزاف أخرى اضافة الى تداعياتها الخطيرة على السكان داخل “إسرائيل ” وخصوصا في الشمال ،والتي من المتوقع ان تتحول الى منطقة أشباح نتيجة صواريخ حزب الله التي تتساقط بكثافة على المستوطنات والمدن وتثير الهلع والرعب في أوساط المستوطنين .
صحيفة “إسرائيل هيوم” أكدت أنّ المعركة ضدّ حزب الله “طويلة ومعقّدة” ولدى الحزب القدرة على امتلاك القدرة على الاستمرار في استنزاف “إسرائيل ” .
ووفق ما كتبه اللواء في احتياط “جيش” الاحتلال، والقائد السابق للكليات العسكرية “غيرشون هاكوهن”في الصحيفة فان حزب الله لديه القدرة على المحافظة على زخم الاستنزاف ، حتى لو عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي براً وتموضع عند الليطاني” باعتبار ما يمتكله من ترسانة صاروخية كبيرة ، سيستمر في إطلاقها نحو “إسرائيل “.
الى ذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن العميد ” تسفيكا حايموفيتش” قائد الدفاع الجوي السابق في جيش الاحتلال قوله ان لدى حزب الله قدرات إطلاق لا نهائية، ولا تنضب، وان ما ما شهدته “إسرائيل” في اليومين الماضيين لا يقترب مما يمتلكه حزب الله من قدرات، ومما يستطيع فعله.
اما قناة “14” العبرية فقد نقلت عن رئيس مجلس “الأمن القومي” السابق، يعقوب عميدرور قوله : أنّ “إسرائيل” بعيدة عن هزيمة حزب الله و سلب قدراته باعتبار ما يمتلكه من مخزون كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة .
كما أكدت العديد من وسائل الاعلام الاسرائيلية أنّ حزب الله قادر على ضرب تل أبيب وشلّ المجال الجوي الإسرائيلي ومحطات الطاقة وقواعد سلاح الجو، على الرغم من عمليات جيش الاحتلال .
اضافة الى ذلك أكدت عدد من التقارير للأعلام الغربي ان “نتنياهو ” يمضي بجيشه الى حرب استنزاف أخرى في لبنان خصوصا اذا قرر الدخول في حرب برية مع حزب الله .
ووفق صحيفة ” “وول ستريت جورنال” فان التكنولوجيا والاستخبارات التي يتفوق بها جيش الاحتلال لن تكون عامل حاسما في هذه الحرب إذ إنّ “إسرائيل” ستقاتل حينها على أرض حزب الله .
وبحسب الصحيفة فأنّ حزب الله، الذي واصل ضرب أهداف تابعة للاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عام إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، احتفظ بـ”ترسانة ضخمة من الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيّرة التي يمكنه نشرها في مواجهة التقدّم الإسرائيلي، إن وقعت الحرب البرية.
الصحيفة رأت ان “إسرائيل ” ستواجه ما واجهته سابقاً في عام 2006، عندما انتهت إلى طريق مسدود”، وأنّ الحرب البرية إن وقعت ستتحوّل، “تماماً كما في غزة، إلى مستنقع لإسرائيل”.
والسؤال الذي يطرح نفسه إستناداً الى ما سبق هو كيف سيعيد “نتنياهو” المستوطنين الى الشمال والذي أعلنه هدف رئيسي لعمليته الاخيرة في لبنان .
وفق مراقبين فان محاولات ارغام حزب الله على السماح للمستوطنين الى الشمال بالقوة العسكرية ستكون غير مجدية وان القوة العسكرية التي يراهن عليها نتنياهو في تحقيق هذا الهدف وفق مؤشرات الايام الاولى فقط ستضيف ملايين الاسرائيليين الى دائرة نيران حزب الله وقد تحول شمال “إسرائيل ” بإكمله الى منطقة أشباح وهو ما سيعمق مازق “إسرائيل ” التي يجرها ” نتنياهو ” من مأزق الى أخر .
وبحسب المراقبين فان حرب غزة أثبتت ان “نتنياهو ” كان يعيش حالة فقط من الطموح بأهدافه التي أعلنها لحرب غزة .والتي لم تتحقق الى اليوم رغم مرور مايقارب العام على بداية هذه الحرب العدوانية ، وهذا الامر يتكرر اليوم في لبنان .