آراءجنوب لبنانحكايامقالات
أخر الأخبار

‏من سينزع سلاح حزب الله؟



أخـــــــبــــــار ومقالات #فجر_اليوم //
_ التبعي
من يظن أن سلاح حزب الله يمكن أن يُنزع بقرار خارجي أو ضغوط أمريكية وإسرائيلية، يتجاهل حقيقة هذا السلاح وطبيعته. فهذا السلاح ليس مجرد مخزون عسكري أو معدات قتالية، بل هو عقيدة متجذرة وإرث دماء الشهداء، وهو الحصن الذي حمى لبنان والأمة العربية من مشاريع الاحتلال الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا.

على مدى عقود، شكّل هذا السلاح التوازن الوحيد في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد أن يسرح ويمرح في المنطقة بلا رادع. ولولا هذا السلاح، لكانت أرض لبنان، بل وأجزاء من بلاد الشام، تحت الاحتلال منذ زمن طويل، ولكانت كرامة الأمة العربية رهينة في أيدي قادة الكيان الصهيوني.

المطالبات بنزع سلاح المقاومة اللبنانية ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء من مشروع قديم – جديد، يقوده التحالف الأمريكي – الإسرائيلي بمساعدة بعض الأنظمة العربية المطبّعة. هذه الأنظمة تسعى لتهيئة المنطقة لقبول “إسرائيل” كقوة طبيعية، بينما تُجَرَّد الشعوب من أدوات الدفاع عن نفسها، حتى تبقى عاجزة أمام أي عدوان أو ابتزاز سياسي.

محاولات النيل من المقاومة تأتي عبر بوابات متعددة: حصار اقتصادي خانق، تحريض إعلامي مستمر، تضليل للرأي العام، ومشاريع قرارات دولية ظاهرها تنظيم السلاح وباطنها تسليمه للعدو. لكن كل هذه المحاولات تصطدم بإرادة صلبة يقودها الإمام العربي السيد حسن نصرالله، الذي بات رمزًا للصمود العربي والموقف المبدئي، وأعلن بوضوح أن هذا السلاح هو سلاح الأمة، وملك الشعوب الحرة، ولن يُسلَّم إلا بعد تحرير الأرض واستعادة الحقوق. وكما قال في أكثر من مناسبة: “يدنا على الزناد، وأعيننا على فلسطين.”

إن السؤال الحقيقي ليس: “من سينزع سلاح حزب الله؟” بل: “من يجرؤ على نزع سلاح يحمي الأمة وكرامتها؟” والإجابة واضحة وضوح الشمس: لا أحد. لأن هذا السلاح لم يأتِ بقرار سياسي من فوق، بل بدماء الشهداء وإرادة الشعوب الحرة، ومن أراد نزعه، فليبدأ بتحرير فلسطين أولًا.

إن سلاح المقاومة اللبنانية لم يكن يومًا أداة عدوان، بل كان وسيبقى درعًا واقيًا أمام غطرسة الاحتلال وأطماعه. سيبقى حاضرًا في الميدان، جاهزًا للدفاع عن لبنان وكل شبر عربي مهدد، حتى يأتي اليوم الذي تعود فيه القدس وفلسطين وكل أرض محتلة إلى أصحابها الشرعيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى