كشفت مصادر مطلعة، اليوم الجمعة، معلومات جديدة حول ملابسات وفاة الشاعر اليمني عامر عمرو بلعبيد، الملقب بـ “شاعر المليون”، الذي فارق الحياة عطشاً الأسبوع الماضي في محافظة شبوة.
وتناولت الرواية الرسمية التي نشرتها الفصائل الموالية للتحالف في شبوة، أن وفاته نجمت عن العطش، بينما كشفت مصادر أخرى تفاصيل مغايرة.
وأوضحت المصادر أن الشاعر بلعبيد وُجد ميتاً على بعد مسافة قصيرة لا تتجاوز 3 كيلومترات من إحدى محطات بيع الوقود، وذلك بعد تعطل سيارته، وفقاً لرواية تناقلها ناشطون نقلاً عن أسرته.
وأكدت المصادر أن هاتف الشاعر عُثر عليه مكسوراً، ما يشير إلى تعرضه للدهس من قبل إطار سيارة، بينما لم يبادر سائقها بإنقاذه من العطش.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل الناشط السياسي علي النسي، أحد أبناء شبوة، عن سبب بقاء الشاعر بلعبيد في مكانه حتى وفاته، علماً أن المحطة كانت قريبة منه لدرجة تسمح برؤيتها بالعين المجردة.
ورَجّح النسي أن الشاعر لم يمت عطشاً كما زعم البعض، وأنّه ضل طريقه في الصحراء، مستنكراً صمت السلطات المحلية في شبوة حيال الحادثة، وعدم إصدارها أي بيان نعي أو توضيح لملابسات الوفاة، خاصةً مع شهرة الشاعر على مستوى الوطن العربي.
وأشار إلى أن صمت السلطات التابعة للإمارات يثير علامات استفهام حول الحادثة، مع تضارب الروايات حول وفاة الشاعر بلعبيد.
من جانب آخر، نشر الناشط نوح الجاسري على حسابه في “فيسبوك” اليوم الجمعة، أنّه تم مؤخراً حذف قصيدة للشاعر عامر عمرو من منصة يوتيوب، كان قد امتدح فيها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتم تصويرها في دار الحجر، دون تأكيد منّا لذلك.
وكان الشاعر بلعبيد قد وصل إلى منطقة العقلة، التي تسيطر عليها الفصائل الممولة من الإمارات، قادماً من حضرموت، حيث عُثر على جثته بعد يومين من وفاته.
يُذكر أنّ الشاعر عامر عمرو بلعبيد حصل على المركز الثاني في مسابقة “شاعر المليون” في نسختها الثانية عام 2008 التي أقيمت في الإمارات، ليغادرها في سبتمبر 2021 إلى صنعاء، حيث زار عدداً من المناطق بالعاصمة، منها ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد وسط ميدان السبعين مع مجموعة من أصدقائه، قبل أن يعود إلى شبوة.
لا تزال ملابسات وفاة الشاعر عامر بلعبيد غامضة، وتثير العديد من التساؤلات، خاصةً مع تضارب الروايات وصمت السلطات المحلية.
وإلى حين الكشف عن الحقيقة كاملة، تبقى أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة، خاصةً حول سبب عدم طلب الشاعر المساعدة، وظروف وفاته بالقرب من محطة وقود، ودور السلطات في حجب المعلومات حول الحادثة.