مدعي عام محكمة الجنايات الدولية فاجأ تل أبيب بقراره ضد نتنياهو.. صحيفة تكشف كواليس الإعلان وما كان ينتظره قادة “إسرائيل” من المحكمة
فجر اليوم //
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس 23 مايو/أيار 2024، أن موظفي الحكومة الإسرائيلية كانوا يستعدون لزيارة فريق من المحكمة الجنائية الدولية يوم الإثنين الماضي إلا أنهم فوجئوا في نفس اليوم بطلب مدعي عام المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وبحسب الصحيفة، كان من المقرر أن يتوجه فريق تابع للمدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان إلى إسرائيل، الإثنين الماضي، لعقد اجتماعات لمدة أسبوع على الأقل بهدف الاستماع إلى توضيحات من المسؤولين الحكوميين والعسكريين الإسرائيليين بشأن سياسات إسرائيل في حربها على غزة، ومدى توافق هذه السياسات مع القانون الدولي.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن مسؤولين إسرائيليين من وزارتي الخارجية والعدل أعدوا مواد للاجتماعات مع موظفي المحكمة الجنائية الدولية لتجنب الاتهامات.
وكانت هذه الاجتماعات ستمهد الطريق لزيارة يقوم بها خان نفسه إلى إسرائيل، حسب ما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
وبدلاً من ذلك، علم الموظفون عبر رسالة فيديو أن خان يعتزم طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ولم يرد مكتب خان على استفسارات لصحيفة وول ستريت جورنال بشأن زيارته المزعومة إلى إسرائيل، وأوضح في بيان أنه منح إسرائيل بالفعل فرصة كبيرة للرد على التحقيق الذي يجري بشأن سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، حتى قبل فترة طويلة من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والرد العسكري الإسرائيلي بشن حرب على غزة دخلت شهرها السابع.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ذكرت أيضاً أن مدعي عام الجنائية الدولية كان يعتزم الإعلان عن طلبه إصدار مذكرات اعتقال بحق كبار المسؤولين الإسرائيليين في وقت مبكر عن الموعد الذي أعلن فيه عن طلبه الأسبوع الماضي، لكن تم تأجيله لما بعد ذكرى يوم الاستقلال في إسرائيل.
ثروة من الأدلة
وقال البيان: “لقد مضت ثلاث سنوات منذ أن انخرط مكتب المدعي العام في محاولات تحسين الحوار مع إسرائيل والسعي للحصول على معلومات ذات صلة بتحقيقاتنا. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة، لم يتلقّ المكتب أي معلومات تثبت اتخاذ إجراء حقيقي على المستوى المحلي لمعالجة الجرائم المزعومة قيد التحقيق”.
وقالت سارة كوكويلود، المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، إن المحكمة ليست ملزمة بالاستماع إلى المتهمين المحتملين قبل طلب اصدار أوامر الاعتقال. وقالت إنه كان سيكون من غير المعتاد أن يفعل المدعي العام ذلك، ولم يتم إبلاغ معظم المشتبه بهم المزعومين بالتحقيقات معهم. وقالت إن المتهمين يمكنهم الدفاع عن أنفسهم في المحكمة.
وأضافت كوكويلود: “بمجرد أن يسعى الادعاء للحصول على أوامر اعتقال، فهذا يعني أنه قد جمع بالفعل ثروة من الأدلة ويعتقد أنه جاهز للمحاكمة”.
وقال ديفيد شيفر، السفير الأمريكي السابق المتخصص في قضايا جرائم الحرب، إن قرار إلغاء الرحلة أثار تساؤلات حول ما إذا كان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد سعى أولاً لمعرفة كيف تسعى إسرائيل نفسها إلى تبرير الطريقة التي تشن بها الحرب في غزة.
وقال شيفر: “مثل هذه الزيارة كان من شأنها أن تثير تحقيقات محددة من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية حول كل من العمليات العسكرية المحددة في غزة، وحول التهمة الأكبر المتمثلة في انتهاج سياسة التجويع كأسلوب من أساليب الحرب”.
وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن ومشرعون أمريكيون إنهم أُبلغوا من قبل فريق خان بالزيارة المقررة لإسرائيل، وإنهم شعروا بالحيرة من إعلان المدعي العام طلب أوامر الاعتقال دون القيام بذلك.