في مشهد يعكس عمق الانقسام داخل مجلس العليمي الرئاسي المشكل برعاية سعودية وإماراتية، أقدمت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على طرد لجنة برلمانية مكلفة من هيئة رئاسة مجلس النواب الموالي للتحالف كانت قد وصلت إلى مدينة المكلا في مهمة رقابية تتعلق بالكشف عن هدر الموارد في محافظة حضرموت.اللجنة التي شكلت بقرار من رئيس البرلمان الموالي للتحالف سلطان البركاني، وجدت نفسها محاصرة داخل أحد فنادق المدينة، وسط رفض الجهات الأمنية توفير الحماية، ما اضطر أعضاءها إلى المغادرة تحت ضغط منسق، وهتافات مجاميع الانتقالي التي طالبت برحيلهم، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “إهانة مؤسسية للدولة”.الحادثة لم تكن معزولة، بل جاءت في سياق رفض واسع من فروع المجلس الانتقالي الموالي للإمارات في المحافظات الجنوبية لقرارات البرلمان، حيث اعتبرها “تدخلا سافرا” و”محاولة لإعادة أدوات الوصاية”، رغم أن المجلس نفسه يشارك بثلاثة أعضاء في “مجلس القيادة الرئاسي”، ما يكشف التناقض البنيوي في تركيبة السلطة الحالية.الانتقالي، المدعوم إماراتيًا، يواصل فرض سلطة الأمر الواقع في المحافظات الجنوبية، ويمنع مؤسسات الدولة من ممارسة صلاحياتها، في وقت تعجز فيه السعودية، الراعية لاتفاق الرياض، عن ضبط إيقاع التفاهمات بين مكونات المجلس الرئاسي، الذي بات عاجزا عن حماية لجانه الرقابية أو فرض قراراته على الأرض.ويرى مراقبون أن ما حدث في المكلا ليس مجرد حادث أمني، بل مؤشر على تفاقم الانهيار داخل “الشرعية”، ويعكس تنامي الصراع على النفوذ بين أطراف تتبع أجندات متباينة سعودية وإماراتية، لا تمت للمواطن اليمني الذي يعاني ضيق العيش وغلاء الأسعار وانهيار العملة المحلية، بأي صلة.