فجر اليوم//
لا صوت يعلو فوق صوت حادثة مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على يد شرطي مصري.
الحادثة وصفها البعض بأنها إعادة للروح الوطنية، وتأكيد على أن عدو مصر معروف للشعب، مهما زعمت الحكومات شيئا آخر،فيما دعا آخرون لعدم استباق التحقيقات.
اللافت كان في استحضار الكثيرين لصورة البطل المصري سليمان خاطر المجند المصري الذي قتل عددا من الجنود الإسرائيليين عام 1985، وشفى الغليل، وبات رمزا في المخيلة الشعبية المصرية.
البعض رأى في حادثة اليوم سليمان خاطر جديدا،برغم بيان المتحدث العسكري المصري الذي قال إنه في فجر اليوم السبت الموافق 3 / 6 / 2023 قام أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة عدد ( 3 ) فرد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة عدد ( 2 ) آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصرى أثناء تبادل إطلاق النيران.
عدم تطابق الروايتين المصرية والإسرائيلية بشأن الحادثة أثار بدوره جدلا كبيرا.
فماذا عن ردود الأفعال على الحادثة التي وقعت على الحدود المصرية الاسرائيلية وباتت ملء بصر العالم وسمعه؟ وأي تداعيات محتملة لها؟
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يصف الحادث بأنه هائل.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن كل جندي في القوات المسلحة المصرية هو سليمان خاطر محتمل”.
وأضاف أن على إسرائيل أن تفهم أنه مهما تكن علاقاتها مع الحكومة المصرية جيدة، فإن الشعب المصري لا يمكن أن يستكين.
وعن تداعيات الحادثة قال السفير الأشعل إن إسرائيل تلقت درسا مخيفا سيكون له ما بعده.
واختتم السفير الأشعل واصفا الجندي المصري بأنه تاج على رؤوس المصريين، مؤكدا أن الجنود المصريين يعرفون جيدا من العدو ومن الحبيب.
في ذات السياق يرى الكاتب الصحفي كارم يحيى أن الحادثة منذ البداية أكدت أنه ليس لدينا إعلام أو صحافة، واصفا بيان المتحدث العسكري المصري بأنه مقتضب استقبله غالبية المصريين باندهاش وريبة.
وأضاف لـ”رأي اليوم” أن البيان لم يشف الغليل ولم يوضح شيئا، مشيرا إلى أنه ليس لدينا معلومات إلا من إعلام العدو الإسرائيلي.
ويؤكد يحيى أن المشاعر الشعبية المصرية والعربية لا تزال باقية على ما هي عليه كارهة ورافضة لهذا الكيان المغتصب.
ويتابع قائلا: “لا يمكن أن تمر كل جرائم العدو الصهيوني من انتهاكات وقتل وعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتصعيد العدوان على الأقصى على ضمير حي لشاب مصري- حتى ولو كان مرتديا زيا نظاميا تابعا للشرطة أو الجيش- مرور الكرام.
وانتقد يحيى الإعلام المصري والعربي الذي لا يزال يتواطأ على إخفاء الحقائق منذ زمن سليمان خاطر وأيمن حسن، إلى هذا الشاب البطل الذي لم نعرف اسمه بعد.
العنقاء
من جهته قال الأديب المصري الكبير رفقي بدوي إن “سليمان خاطر” كالعنقاء الذي يبعث حيا من رماده.
ووصف بدوي تلك العمليات بأنها “عمليات إعادة الروح”.
الجينات المصرية
المهندس د.ممدوح حمزة علق على الحادث بقوله: “إذا تشككت في الدولة أو الحكومة أو البرلمان، فلتكن ثقتك في الجينات المصرية فهي دائما غالبة”.
بطل بطل
الكثيرون أشادوا بالعملية حين دخل المجند المصري 3 كيلو داخل الحدود وقتل جنديا وجندية وعمل كمينا للدعم وقتل ضابطا إسرائيليا في رأسه وأصاب آخر ثم أحاطت به وحدة عسكرية وقتلته، واصفين المجند المصري بالبطل.
هم العدو
اللافت كان في تأكيد الغالبية على أن العقيدة ثابتة ولا تتغير والعدو معروف.
العدو الحقيقي، حيث قالت الناشطة المصرية ماهينور المصري إنها تتمنى أن يكون إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين عن قصد.
وأضافت: أتمنى أن يبقي لسه في حد في المؤسسات الأمنية ولو كان جنديا يرى أن العدو هو الصهاينة.
وأردفت: “تسلم و يسلم كل اللي زيك اللي بوصلتهم بتعرفهم مين العدو الحقيقي”.
فؤاد حداد
في ذات السياق تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قصيدة الشاعر المصري فؤاد حداد التي يقول فيها:
كل الأرض مقاومة
ترمي في كل الارض جدور
إن كان ضلمه تمد النور
وإن كان سجن تهد السور
كون البادئ كون البادئ
كُل فروع الحق بنادق
غير الدم محدش صادق
من أيام الوطن اللاجئ
إلي يوم الوطن المنصور
ازرع كل الأرض مقاومة
خلي الاصل وخلي الدين
والحق الواحد شاهدين
خلي سلاحنا في كل يمين
ولا يضعف ولاعمره يلين
خلي الصبر شهور وسنين
يسند ظهر معديين
خلي عرقنا يلاقي جبين
يقطر منه علي فلسطين
وعيدان الحي الجايين
ينبتوا في الوطن المنصور
ازرع كل الأرض مقاومة.
زر الذهاب إلى الأعلى