الأخبار

ما السبيل لعبور مصر أزمتها الاقتصادية؟ هل من جديد في علاقات القاهرة الرياض؟ وماذا عن مقال “عكاظ” الذي نال من “الشقيقة الكبرى” ثم تم حذفه من موقع الصحيفة؟

ما السبيل لعبور مصر أزمتها الاقتصادية؟ هل من جديد في علاقات القاهرة الرياض؟ وماذا عن مقال “عكاظ” الذي نال من “الشقيقة الكبرى” ثم تم حذفه من موقع الصحيفة؟ مرارة دعم الأشقاء لـ”سد النهضة” قائمة ودبلوماسي مصري: عين الأمس لا تصلح معيارا لعلاقاتنا بخليج اليوم

فجر اليوم//

في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، شغل الرأي العام المصري بالإجابة عن أسئلة باتت تؤرقه بالليل، وتقلقه بالنهار، مثل:
ما السبيل لخروج مصر من أزمتها الاقتصادية العاتية؟
وهل تستطيع أن تنجو بسواعد أبنائها بعيدا عن دعم الخليج؟
وإلى أين وصلت علاقات القاهرة بالرياض؟
وهل التأم جرح مقال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية؟
أم – كما تقول الحكمة العربية- إن القلوب إذا تنافر ودها.. مثل الزجاج كسرها لا يجبر؟
الجديد
الجديد في العلاقات المصرية السعودية مقال صحيفة “عكاظ” السعودية للكاتب محمد الساعد “لماذا يكرهوننا؟”
وهو المقال الذي نال من الشقيقة الكبرى، وكأنه رد على ” الجمهورية” تطبيقا لمبدأ:
المقال أكد أن الجمهوريات العربية فشلت في توظيف الإمكانات والمميزات التي حباهم بها الله، وبقوا عالة على دول الخليج، بل فشلت حتى في إنتاج دولة وطنية قادرة على بناء نفسها.
الكاتب وصف تلك الدول بأنها تحولت إلى «فقاسات» للانقلابات لا تتحدث إلا بالمسدس والبندقية.
وجاء في المقال: “حاول السعوديون تحسين أحوال جيرانهم العرب، ومع ذلك بقي الجحود مقيماً !”.
مقال” لماذا يكرهوننا ” تم حذفه من موقع الصحيفة، مثلما حدث مع مقال رئيس تحرير الجمهورية عبد الرزاق توفيق.
السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم يسفر لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس دولة الإمارات محمد بن زايد عن انفراجة مرجوة؟
وهل بات دعم الخليج لمصر بالكلمات؟
كان الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قد كتب تعليقا على
 لقاء السيسي وبن زايد: “ليطمئن الأشقاء في مصر، لو لم يكن لدى الإمارات سوى $ واحد سوف تتقاسمه مع مصر كما أوصى بذلك الأب المؤسس زايد طيب الله ثراه، فاستقرار أم الدنيا وازدهارها هو من ازدهار واستقرار الإمارات. وعندما تكون مصر مشرقة تكون الامارات مشرقة هكذا كانت وهكذا ستظل العلاقة ابدية بين مصر والإمارات”.

 عبد الخالق عبد الله المقرّب من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد أعاد بحسابه على تويتر نصًّا ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي:
“لولا دعم الامارات لما كانت مصر قادرة على تجاوز محنتها”.
وهو الأمر الذي اعتبره البعض منّاً وأذى، فيما ذهب آخرون إلى أنه حقيقة لا مراء فيها، ولا شك فيها.
من جهته قال محمد مرسي سفير مصر السابق في قطر إن  عين الأمس لا تصلح معياراً لإدارة علاقاتنا بخليج اليوم.
وأضاف مرسي أن الوضع المغاير الآن في مصر والخليج يتطلب نظرة مغايرة لخلق علاقة متوازنة وناجحة مع أشقائنا في خليج اليوم.
الأزمة الاقتصادية
في سياق الأزمة الاقتصادية قال المحلل السياسي د. عمرو الشوبكي إن مصر تفاعلت عبر تاريخها الحديث مع المتغيرات الخارجية بصور وأشكال مختلفة، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس النظام الجمهوري ومصر تتفاعل مع الخارج اتفاقًا واختلافًا، ولم تَعِشْ في جزيرة منعزلة مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم، فقد واجهت في الخمسينيات القوى الاستعمارية، ونجحت في بناء نظام جديد تأسس على مبادئ الاستقلال الوطني ورفض الهيمنة
الخارجية، وبُنى في سبيل ذلك مشروع داخلي يقوم على التنمية المستقلة ورفض القروض الخارجية والتحالف مع الكتلة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي.
وأضاف الشوبكي أن  الأمر الواضح أنه في المراحل السابقة من تاريخ مصر حضرت الضغوط والتدخلات والمواجهات السياسية مع القوى الكبرى في مقابل تراجع التدخلات الاقتصادية، إلا أنه في الفترة الأخيرة بات من الملاحظ أن المتغير الاقتصادي هو محور الجدل بين مصر والمؤسسات الدولية الكبرى، وأصبح لأول مرة النقاش الاقتصادي قبل السياسي.
وقال إن  المؤكد أن مصر مطالبة في ظل الأزمات الكثيرة التي يعانيها العالم أن تفتح بجرأة ملف المشاكل الاقتصادية، خاصة مع تراجع القوة الشرائية لعموم المصريين، وهو تحدٍّ فورى لا يجب تأجيله.
اللحظة الفارقة
في ذات السياق يرى زياد بهاء الدين وزير الاستثمار المصري الأسبق أن ما تواجهه مصر اليوم من تحديات اقتصادية يمثل واحدًا من هذه اللحظات الفارقة التي سوف يتحدد بها مصير البلد اقتصاديًا.
وأضاف بهاء الدين أن القرار الواجب اتخاذه من جانب الدولة هو ما إذا كانت هناك نية لإصلاح شامل وحقيقي للمسار الاقتصادي، وعدول عن بعض السياسات التي تم انتهاجها في السنوات الماضية، أم مجرد تعديل لإجراءات وضبط مؤقت للأسواق المضطربة انتظارًا لانفراجة مقبلة ثم العودة لذات البرامج السابقة.
ويوضح أن ما يدفعه للاعتقاد بأننا أمام مفترق طرق – وليس نفقًا مسدودًا – وللتفاؤل بأن الأزمة الحالية قد تكون دافعًا لإصلاح حقيقي، أنه خلال الشهور الثلاثة الماضية أقدمت الدولة بالفعل- وبعد تردد كانت تكلفته عالية- على اتخاذ عدد من الخطوات الصعبة والضرورية:
إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، بموجبه تحصل مصر على قرض جديد، وتلتزم بخطوات إصلاحية محددة لتنشيط الاستثمار الخاص وتدعيم شبكة الحماية الاجتماعية.
– تحرير سعر
صرف الجنيه ليصبح معبّرًا عن قيمته الحقيقية، بما يعيد الاستقرار لسوق العملة، ويشجع على التعامل من خلال النظام المصرفي.
– إطلاق وثيقة ملكية الدولة لكى تضع خريطة طريق لتخارج الدولة من بعض الأنشطة الاقتصادية، والتزامها بالمنافسة العادلة في المجالات التي لن تتخارج منها.
الإعلان بشكل مبدئي عن قائمة الشركات التي تنوى الدولة طرحها للبيع للقطاع الخاص، جزئيًا أو كليًا.
– إطلاق عدة مسارات للحوار الاقتصادي، منها المحور الاقتصادي للحوار الوطني، والمؤتمر الواسع المنعقد في أكتوبر الماضي، وغيرها من الجلسات التي يديرها السيد رئيس مجلس الوزراء وغيره من المسؤولين والجهات الرقابية.
واعتبر بهاء الدين أن هذه السياسات الكبرى التي أطلقتها الدولة، خطوات إيجابية وضرورية، رغم ما جلبته من موجة غلاء جديدة وشديدة القسوة، لاعتقاده أن عدم اتخاذها ما كان ليمنع الغلاء، بل كان سيرجئ أثره ويضاعف من حدته، لأن الغلاء ليس سببه التعويم، بل تعثر الاستثمار والإنتاج والتصدير حسب رأيه.
مرارة سد النهضة

من جهته تساءل محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق في مرارة: ما موقف دول الخليج والولايات المتحدة، وأوروبا والزيارات كل شهر والثاني لإثيوبيا؟
وأردف علام :أليس لكل تلك الدول تأثير على دولة أثيوبيا أم هم داعمون لها؟

باختصار شديد العلاقات المصرية الخليجية تتسم في الوقت الراهن بالجمود، ولا يلوح في الأفق أي مؤشر على تغيير كل من السعودية والامارات موقفيهما في تقديم مساعدات او منح مالية سريعة تمكنها من تسديد أقساط ديونها، والحصول على قروض صندوق النقد الدولي.

زيارة الرئيس السيسي الى الامارات للمشاركة في مؤتمر الحكومات في دبي حظيت بالتقدير والحفاوة، ولكن الحفاوة لم تترجم بأي خطوات عملية تنعش الخزينة المصرية حسب المراقبين.
ربما كان خلاصة الجدل الدائر حول أزمة مصر الاقتصادية خلاصته ضرورة الاعتماد على الذات وايجاد سوق استثمارية موازيه بإيجاد فرص لاجتذاب شركاء دوليين آخرين، ووقتها سنستطيع التعامل بقاعدة المصالح المشتركة، ولا شيء سواها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى