ماهي دلالات منع الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية في عدن؟

بشكل علني وصريح، تم منع الاحتفال بالأعياد الوطنية اليمنية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، من قبل دول التحالف “السعودية والإمارات” لتكشف حقيقة مشروع تمزيق اليمن وفق المصالح “الصهيوأمريكية”، و تكريس الانقسامات السياسية وذهابها إلى ما هو أبعد من ذلك بتكريس المناطقية والمذهبية المقيتة.

 

منذ سيطرة قوات التحالف على مدينة عدن عقب انسحاب قوات صنعاء خلال النصف الثاني من العام 2015م، منعت قوات التحالف الاحتفالات بمناسبتي ثورتي 26 سبتمبر، و14 اكتوبر، ومناسبة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو من كل عام في عدن وبقية المحافظات الجنوبية رغم أن هذه الأعياد تمثل ثوابتا وطنية تجسد مراحل من نضال الشعب اليمني من أجل الاستقلال والوحدة.

 

وكما يعلم الجميع بأن دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات ومنذ بداية الحرب على اليمن في مارس 2015، وهي تسوق وتروج لذريعة ما يسمى “إعادة الشرعية إلى اليمن” والتزامها مع المجتمع الدولي بوحدة اليمن وسيادته واستقراره، إلا أن الواقع يظهر حالات التناقض الغريبة التي لا يقبلها العقل والمنطق، لتمنع الاحتفالات بالمناسبات الوطنية لليمن في عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي تشكل غالبية الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، لتقتصر احتفالاتها في مدينتي “المخا، مأرب”.

 

إن عدم تمكن ما يسمى “حكومة الشرعية” التي تتخذ عدن كما يقال “عاصمة مؤقتة” من إحياء المناسبات الوطنية للجمهورية اليمنية يبرز عدم امتلاكها لأدنى الصلاحيات على الواقع، وفق سياسة التغييب المتعمدة لمآثر الشعب اليمني خلال مراحل نضالاته بتهميش ثوراته يؤكد بما لا يدع مجالا للشلك أن هدف دول التحالف وعلى رأسها “السعودية والإمارات” هو حذف تاريخ النضال اليمني من ذاكرة الأجيال والشباب، وتجريدهم من مظاهر الشعور بالفخر والعزة والكرامة الناجمة عن انتصاراته، وتكريس ثقافة القمع والتهميش.
وينظر أبناء الشعب اليمني إلى التغييب المتعمد للمناسبات الوطنية في عدن بأنه مقدمة لتنفيذ مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات الذي يطالب بإعادة اليمن إلى ما قبل الوحدة اليمنية في مايو 1990م، وتقوية الفصائل المناهضة للوحدة وفق سياسة تمزيق اليمن بعيدا عن هويته الثورية التحررية ليبقى القرار السياسي اليمني تحت عباءة دول التحالف، وفرض المصالح الاقتصادية والعسكرية الأجنبية التي تمارس سياسة الاذلال والخنوع بحق أبناء عدن والمناطق الجنوبية.

 كيف يمكن لرئيس “الحكومة” التابعة للتحالف أحمد عوض بن مبارك أن يغادر عدن إلى مدينة مأرب للاحتفال بالذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر المجيدة الذين يتاجرون بأهدافها ومبادئها، وتنكرهم لها دون الاحتفال بها في عدن.

إن تكريس سياسة تمزيق اليمن من قبل السعودية والإمارات لن يقبل بها الشعب اليمني على الاطلاق وسينهض حتما من الواقع المؤلم الذي يعيشه في عدن، حتى أن الكثير من الأحرار في ردفان وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة يرون بأن ثورة 26 سبتمبر 1962م، المجيدة كانت ولا زالت مصدر إلهام لانطلاق ثورة الحرية والانعتاق من الاحتلال البريطاني البغيض في 14 أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني الذي عاد إلى عدن بأوجه مختلفة خلال السنوات الماضية بعد تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.

 

ويرى كثير من المراقبين أن سلوكيات السعودية والإمارات التدميرية بحق اليمن تشكل تحديا خطيرا على وحدة اليمن وسلامته، بل وتستهدف النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب على حد سواء، الأمر الذي ينذر بخطورة مشروع الصراعات التي تتبناه الرياض وأبوظبي وفق المشروع الصهيوامريكي في اليمن وتقويض فرض تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

في هذه المرحلة الاستثنائية من ارتفاع حدة الصراع مع العدو الصهيوني ينبغي على كل أبناء الشعب اليمني أن يعي حجم التحديات والمؤامرات التي تستهدفه في مختلف مناحي الحياة عقب انفراده على الصعيد العربي والإسلامي في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية بهدف إيقاف مجازر الإبادة الجماعية والانتهاكات بحق أبناء قطاع غزة لما يقارب العام من قبل العدو الصهيوني الذي يحظى بدعم مالي وعسكري واسع من الولايات المتحدة ودول الغرب.

Exit mobile version