ماذا يعني تعليق شركات النقل البحري العملاقة عملها في البحر الأحمر وبالتالي قناة السويس؟ هل ينطوي هذا العمل “الخطير” على ابتزاز لمصر لدفعها للمشاركة في التحالف الأمريكي؟ وماذا سيكون الرد المصري؟
فجر اليوم //
تثير التحركات الأخيرة المريبة في البحر الأحمر تساؤلات مهمة، منها: ماذا وراء تلك التحركات؟ وهل المستهدف فعلا جماعة الحوثيين بعد تهديدها ووعيدها باستهداف أي سفينة إسرائيلية أم أن الهدف هو هيمنة جديدة تسعى إليها الولايات المتحدة في هذا المكان الاستراتيجي الحيوي؟
السياسي المصري المعارض زهدي الشامي يقول إن أمريكا تحمى وتدعم العدوان الإسرائيلى بتحالف سمته تحالفا دوليا لحماية الملاحة الدولية فى البحر الأحمر، وهو فى الحقيقة لمحاولة حماية السفن المتجهة حصرا لإسرائيل.
وأضاف أن اليمن بقيادته الحوثية أعلن بشكل محدد أنه يستهدف السفن المتجهة لإسرائيل وليس السفن بشكل عام، وبسبب العدوان الإسرائيلى وحصار أهلنا فى غزة، مشيرا إلى أنه لو كانت أمريكا ووزير حربها اوستن يريدون حماية الملاحة حقا فعليهم إيقاف دعمهم للعدوان الإسرائيلى الهمجى، وحينها تعود الأمور لطبيعتها فى البحر الأحمر فى دقيقة واحدة، أما أن يتبجحوا ويكذبوا ويدعوا أن الهجمات اليمنية على سفن إسرائيلية هى تهديد لحرية الملاحة الدولية عموما وانتهاك للقانون الدولى فكذبة مضحكة لأنهم هم الذين يدوسون على القانون الدولى بالأقدام بالمجزرة المستمرة ضد الأطفال والنساء فى غزة.
واختتم مؤكدا أن الأشد اثارة للدهشة أن أمريكا شكلت تحالفا من اتباعها واذنابها لحماية الملاحة فى البحر الأحمر يضم بريطانيا وفرنسا وكندا ولايضم دولة واحدة من دول البحر الأحمر ولا دولة عربية واحدة باستثناء دولة البحرين الصغيرة بعد أن رفضت كل الدول الوقوع فى براثن الأكاذيب الأمريكية لحماية المجرمين.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد السيد النجار إن ما تفعله بعض شركات النقل البحري العملاقة من تعليق عبور ناقلاتها عبر البحر الأحمر وبالتالي قناة السويس هو عمل ابتزازي حقير ضد مصر لدفعها للانضمام للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لمواجهة الضربات البحرية اليمنية للسفن المتوجهة للكيان الصهيوني.
ويضيف أن تلك الناقلات غير مستهدفة أصلا، فاليمن أعلن بوضوح أن السفن الصهيونية أو المتوجهة للكيان الصهيوني هي وحدها المستهدفة حتى تتوقف حرب الإبادة الإجرامية التي يشنها ذلك الكيان قاتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى عن عدوانه الإجرامي، مشيرا إلى أن تلك الشركات لم تحرك ساكنا أو تتخذ أي موقف ضد جرائم الحرب الصهيونية، لكنها تنتفض فقط للابتزاز الذي يجب ألا يستجيب له أحد وستعود هي وسفنها للبحر والقناة مجبرين بفارق التكلفة والوقت الذي يوفره المرور في القناة بالمقارنة مع الدوران حول رأس الرجاء الصالح.
في ذات السياق يرى السفير فوزي العشماوي أن تصاعد الهجمات الحوثية وتهديدها للملاحة في باب المندب دفع عشرات السفن لتغيير مسارها لطريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس، وهو الأمر الذي يهدد ( في حال استمراره وتصاعده ) عملية الملاحة في قناة السويس والتأثير البالغ علي ايراداتها التي تشكل موردا رئيسيا للخزانة العامة.
ويوضح أن مصر حتي الآن لم تتخذ موقفا رسميا واضحا من جهود الولايات المتحدة لتشكيل تحالف بحري من دول المنطقة وبعض القوي العالمية لمواجهة الحوثيين وتهديداتهم، كما لم تضع موضع التنفيذ ما اقترحه الفريق مهاب مميش من قيام قوة بحرية مصرية بمرافقة وحماية السفن المتجهة للقناة.
وقال إن موقف مصر دقيق وحساس، لافتا إلى أن كل السيناريوهات تحمل مخاطر، آملا أن تنجح الجهود الدولية المبذولة في نيويورك للتوصل لقرار من مجلس الامن ينال موافقة أمريكية بوقف القتال وبدء عملية سلمية للأوضاع في غزة وفلسطين.
واختتم السفير العشماوي متمنيا أن تمثل هذه التحديات وغيرها مما يحيط بمصر من كل جانب وجهة وتزامنها مع الولاية الرئاسية الجديدة دافعا ومحفزا لسياسات وطنية توحد الصفوف وتراجع القرارات والسياسات والاولويات والملفات والشخصيات، وتحدث تغييرات متدرجة ولكن حقيقية وإصلاح جوهري وبنيوي في منظومة الحكم والسياسة والاقتصاد حتي يمكننا التعامل مع كل هذه التحديات.