متابعات #فجر_اليوم //
وسط دموع الحشود وهدير الهتاف، شيّع لبنان شهيدَي الأمّة، السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في مشهد مهيب، يعكس حجم التقدير والتأثير، اللذين يحظيان بهما، في قلوب أبناء الأمة.
وجاء هذا التشييع ليكون وداعاً، من أبناء المقاومة لقادتها، الذين قاداها بروح من التحدّي والعزيمة، ووهبا حياتهما في سبيل الوطن والقضية.
وبدأت مراسم التشييع من المدينة الرياضية في بيروت، حيث تجمّع الآلاف من المعزّين والمحبّين. وبين بحر من الأعلام والشعارات، شقّ نعش السيّدين الشهيدين، طريقه وسط الحشود الغفيرة، في مشهد من الوفاء والتضحية.
ووصل موكب التشييع إلى باحة ضريح الشهيد السيد حسن نصر الله على طريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سيورى جثمانه الثرى في مثواه الأخير، بينما سيُدفن الشهيد السيد هاشم صفي الدين في مسقط رأسه، دير قانون النهر، يوم غدٍ الاثنين.
وامتلأت الشوارع بالحشود، على طول الطريق الذي سلكه الموكب. وعكَس مشهد التشييع رسائل قوية ومؤثّرة، أبرزها تأكيد أنّ المقاومة “مستمرة مهما كانت التحدّيات”.
ورغم المشاركة الواسعة من كلّ فئات المجتمع اللبناني والداعمين من مختلف دول المنطقة، إلا أنّ وداع السيدين الشهيدين، كان بمثابة استفتاء جماهيري يؤكّد وحدة الموقف وحضور القضية في قلب كلّ فرد، مُرَسِّخاً بذلك الفكرة التي زرعها السيدان الشهيدان في النفوس: أنّ طريق المقاومة هو الطريق المستمر، مهما كانت الظروف.
حشود مهيبة من مختلف البلدان
وحضرت تشييع السيدين الشهيدين شخصيات ووفود رسمية من لبنان والخارج، حيث تقدم المشيّعين رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي مثّل أيضاً رئيس الجمهورية جوزيف عون، إضافة إلى وزير العمل محمد حيدر ممئلاً رئيس الحكومة نواف سلام. أما أبرز السياسيين المشاركين فكان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان.
أما على المستوى الخارجي، فشارك وفد إيراني رفيع المستوى في . ترأس الوفد الإيراني رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، وضم أيضاً وزير الخارجية عباس عراقتشي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية من مختلف المؤسسات الرسمية الإيرانية. كما وصل إلى بيروت وفد يضم عائلات الشهداء الرئيس الإيراني السابق السيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، وقائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، مع ما يقارب أربعين نائباً.
كما شهدت المراسم حضور عشرات الشخصيات السياسية والدينية العراقية، من قادة الأحزاب وأعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى وفد من الحشد الشعبي بقيادة رئيس الهيئة فالح الفياض وأركانه. وشهدت المراسم أيضاً مشاركة وفد رفيع المستوى من أنصار الله في اليمن برئاسة مفتي الديار اليمنية شمس الدين شرف الدين.
وشهدت مراسم التشييع تغطية إعلامية ضخمة، حيث شاركت نحو 600 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأعلنت اللجنة العليا لمراسم التشييع أن نحو 79 دولة شاركت في هذا الحدث الكبير بين مشاركات شعبية ورسمية.
الشيخ نعيم قاسم: إنا على العهد يا نصر الله
وفي كلمة مؤثرة خلال مراسم تشييع السيدين الشهيدين، شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أن اليوم هو “وداع قائد تاريخي استثنائي وطني عربي إسلامي ويمثّل قِبلة الأحرار في العالم”. وأوضح أن السيد نصر الله “قاد الأمة إلى المقاومة والمقاومة إلى الأمة، وبات كلاهما معه قلباً واحداً”.
وأكد الشيخ قاسم أن السيد نصر الله كان “قائد العقول والقلوب ووجهته دائماً كانت فلسطين والقدس”، وساهم بشكل عظيم في إحياء القضية الفلسطينية وجعلها القضية المركزية للأمة”.
هذا وأثنى الشيخ قاسم على الإرث الجهادي الكبير الذي تركه السيد نصر الله في قلوب الأحرار في العالم، مؤكداً أن خط المقاومة سيظل مستمراً على الرغم من الصعاب.
زر الذهاب إلى الأعلى