ثقافة وفن

لماذا تكرهني أمي ؟

فجر اليوم//

لماذا تكرهني أمي ؟
يرددها الكثيرون
هذه المشاعر هي أيضا من أفضال الدين والمنظومه التي وراءه والحاضنه اﻹجتماعية التي شكلتها تلك المنظومه
علاقة اﻷم بطفلها تحمل أكثر من مجرد الطرح الذي يمسخها الدين من خلاله الى مجرد وعاء حاضن .. وأكثر بكثير من الجملة الغبية : (حملتك تسعة أشهر )
منذ أن يبدأ اول انقسام خلوي في جسدها تحدث عندها تغيرات هائله : فيزيالوجية .. نفسيه .. عصبيه وهورمونيه … تغيّر جذريا من كينونتها تجعلها تتحمل كل ثانية اﻷعراض الجانبيه للحمل التي ﻻ يمكن تحملها والتي تجعل بعض اطباء النسائيه والتوليد يصفون الحمل بالسرطان الذي ينتهي تلقائيا
الرابط بين اﻷم وطفلها من القوه بحيث ﻻ ينتهي – كما يتصور بعض اﻷذكياء- بمجرد قطع الحبل السري بينهما .. هي تداخلات في الطاقه .. نبض قلبين في جسد واحد تحرك خلايا جذعيه من الوليد لمساعدة جسد أمه حين يحصل خلل ما عندها .. هي كم هائل من المشاعر المتدفقه في اتجاهين بين كائنين يخلق الواحد من اﻵخر … ينسلخ جسد وروح جديده من جسد وروح آخرى .. هما عمليا جسدين في روح واحده … لذلك قدست الوثنيه المرأه ورموزها : الحيه التي تنسلخ .. الشجره التي تعطي بحب دون شروط .. القمر رمز التوازن وغيرها
ما فعلته أديان التوحيد ومعها المنظومه اﻹقتصادية الذكورية حين ظهر مفهوم التوريث والملكيه أنها مزقت بعنف هذه الروابط بين اﻷم وطفلها فجعلت المواليد ملكا للرجل له كامل حرية التصرف بهم والمرأة مجرد مربيه لمن أصبح اسمهم أولاده
اصبحت المرأه مجرد حاضن لنطف لها وحدها القيمه واﻷهميه وهي المرضعه والخادمة التي تلبي بخنوع متطلبات أسيادها الذكور( للموضوعيه فقط .. هناك أسياد يتعاملون معها مشكورين ، بلطف ورحمه ويؤنبون ” أولادهم ” اذا تمادوا معها -بارك الله بهم -) ..
هذه الخادمه عليها ان تتحمل مزاج الذكر واحتياجاته حين ينتصب قضيبه مهما كان وضعها وحالتها النفسيه -كما أمر الدين- وايضا تحمل اعباء “أطفاله” التي ﻻ تحتمل لقاء اﻷجر الذي يدفع لها مقدما ومؤخرا بعد انتهاء الحاجة منها
.
غالبا ما تكون طريقة الزواج اغتصابا شرعيا وليس عن حب والعلاقه مجرد علاقة سيد بعبده وهذا الوضع يجعل من أي انثى مجرد جثه متحركه تؤدي ما يطلب منها .. هي تكره ذاتها ووجودها فكيف تطلب منها ايها الصغير أن تحبك وأنت قانونيا وشرعيا ابن سيدها ومن تكره ؟

علاقة اي أب بمن يسمون أطفاله هي علاقه مكتسبه من خلال المعاشره (كما ترتبط بحب كلب أو أي حيوان آخر ) وليست علاقه عضويه وروحية كعلاقة اﻷم بأطفالها قبل أن تشوه وﻻ يمكن مهما أحب اﻷب أن يصل حبه الى ذلك المعنى أو الى تلك الدرجه
.
عليك اﻵن إعادة النظر بينك وبين نفسك .. الطبيعه ﻻ تحب التحدي وﻻ تعترف بفنون المراوغه التي تجيدها .. أنت أمام اختيارين حاليا ..إما مساعدة تلك اﻷنثى المشوهة على استعادة دورها الطبيعي أو تابع في اﻹستمتاع وانجاب القتله على طريقتك
.
2017

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى