فجر اليوم//
واشنطن- رأي اليوم- خاص
عدة أسباب تقترحها أوساط خبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية لبروز خلافات الصوت المرتفع التي ظهرت مؤخرا بين الرئيس جو بايدن وحكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو وفقا لما توفر لرأي اليوم من مصادر ومعلومات.
السبب الأول من حيث الشكل السياسي يشير لأن الخلاف الان على حجم الضرر الخارجي الإستراتيجي على مستوى الرأي العام العالمي وحتى أغلبية حكومات دول العالم الذي يلحقه بنيامين نتنياهو بسمعة أمريكا ودبلوماسيتها كداعم لحملة تطهير عرقي ومجازر مستمرة يتم تناقل صورها في مختلف وسائل الاعلام حتى باتت الصور تنشر في وسائل إعلام كبيرة ومؤثرة من بينها سي إن إن ونيويورك تايمز والمنصات الشبابية الشهيرة.
وقد صرح بذلك مسؤول للصحف الأميركية منهما نتنياهو بحرق سمعة أمريكا.
والسبب الثاني يتمثل في الضرر الداخلي الذي يلحقه استمرار الحرب على إعادة انتخاب بايدن وما تشير اليه كل الاستطلاعات انه يتخلف عن ترمب في المنافسة بنحو خمس نقاط.
وهناك انطباع لدى الإدارة ان نتنياهو يواصل الحرب ليس فقط لأن مستقبله السياسي سينتهي بنهايتها وإنما ضمن مؤامرة ينفذها لاهداء الرئاسة على طبق من ذهب لترامب الذي سيساعده في البقاء حاكما لإسرائيل..
وهناك تسريبات عن تواصل دائم بين نتنياهو وترامب.
والسبب الثالث يرتبط بالخلاف الكبير حول أهداف الحرب وما بعد توقفها.
الأهداف التي يطرحها نتنياهو غير قابلة للتحقيق.
وهو يرفض حل الدولتين وإعادة السلطة لغزة في حين أن أهم ما أنجز يوم السابع من أكتوبر هو توليد قناعة دولية لدى الإدارة والاوروبيين ان الحلول الأمنية والاقتصادية غير ذات جدوى .
وأنه لا حل سوى حل سياسي بدولتين.
ما يطرحه نتنياهو لما بعد الحرب هو سيطرة إسرائيلية على غزة وهذا حل سيورط إسرائيل أكثر في مستنقع غزة وهناك قناعة ان نتنياهو معني بنتياهو وليس بإسرائيل او الأسرى.
وعلى المستوى العميق في الكيان هناك خلاف بين نظريتين أحدهما يتبناها اليمين وتقول بمصلحة إسرائيل فوق كل شيء بضمنها فوق الإنسان والأخرى يتبناها المعسكر المناويء له وترى ان مصلحة الإسرائيليين كمواطنين فوق مصلحة إسرائيل باعتبار المواطن هو الاساس.
والان هناك رؤية ثالثة هي مصلحة نتنياهو فوق مصلحة إسرائيل والإسرائيليين.
التحليل العميق للإدارة الامريكية ان نتياهو يضع مصلحته الشخصية فوق الكل ولضمان بقاءه بالحكم فهو مستعد للتضحية حتى بحلفاءه.
وثمة سبب ثالث يتعلق بإعتقاد طاقم بايدن بان الكونجرس عبر منظمة إيباك بين يدي تأثير نتنياهو وان الأخير يجتهد في إيصال رسائل تناكف بايدن عبر ايباك والكونجرس.
ويبدو ايضا ان الضغط المتمثل ببحث بعض الدوائر في الحزيب الديموقراطي عن “مرشح بديل” عن بايدن من الأسباب الموجعة التي دفعت للتأزيم والتوتر بين نتنياهو وبايدن وطاقميهما.