الأخبار

في حوار خاص لـ ٢٦ سبتمبر .. الرزامي : اليمنيون تميزوا عن سائر الشعوب عبر التاريخ وأحياء ذكرى جمعة رجب لها ارتباطها الوثيق بأهل اليمن

في حوار خاص لـ ٢٦ سبتمبر .. الرزامي : اليمنيون تميزوا عن سائر الشعوب عبر التاريخ وأحياء ذكرى جمعة رجب لها ارتباطها الوثيق بأهل اليمن

فجر اليوم //

صمود أهل اليمن تحت قيادة السيد القائدعبدالملك بدرالدين الحوثي طوال هذه الحرب الظالمة من مصاديق حديث رسول الله «أرق قلوباً وألين أفئدة »

أوضح الشيخ العلامة /عبدالله عيضة الرزامي أن اليمنيين تميزوا عن غيرهم من شعوب العالم عبر التاريخ بانهم انصار الرسالات منذ زمن بعيد .

مؤكدا بأن اليمنيين عندما يعرفون الحق يتبعونه كما فعلت الملكة بلقيس في استجابتها وقومها لله مع سليمان (عليه السلام) وكما فعل الأوس والخزرج مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) , لافتا بأن اليمنيين تميزوا ايضا على غيرهم بكثرة القادة الفاتحين ” .. وبمناسبة جمعة رجب وأهميتها الكبيرة في تاريخ اليمن الاسلامي ..

أجرت 26 سبتمبر هذا الحوار الهام مع الشيخ العلامة /عبدالله عيضة الرزامي إلى التفاصيل :

أجرى الحوار /عفاف الشريف

– ماهي أبرز الفضائل لشهر رجب خاصة وأنه شهر عظيم عند أهل اليمن لدخولهم في الإسلام ؟

أبرز الفضائل لشهر رجب كونه أحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها ((إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافه كما يقاتلونكم كافه واعلموا أن الله مع المتقين)) وأيضاً من فضائله المشهورة والهامة وجود ليلة الإسراء في السابع والعشرين منه وميلاد الإمام علي (عليه السلام ) فيه وكونه شهر الإمام علي (عليه السلام ) بالنص النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم وأيضاً ما تضمنه سؤالكم كون أهل اليمن أسلموا فيه في أول جمعة منه

– كيف بإمكاننا إحياء ذكرى رجب اليوم بما يليق بمكانتنا في الإسلام .. وبما يعيد لديننا الإسلامي قوته ومجده ؟

يمكننا إحياء رجب اليوم بالتذكير المستمر لما منَّ الله فيه علينا على يد الإمام علي ( عليه السلام ) من نعمة الإسلام وما حضينا به من الشرف والعزة التي قلدنا بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من قوله وفعله عندما بلغه إسلام همدان فخرَّ ساجداً لله وقال :
(السلام على همدان …السلام على همدان… السلام على همدان) وهذا الفضل تصحبه مسؤولية لإقامة الدين الحق والتمسك بالهوية الإيمانية المتمثلة بكتاب الله وعترة رسول الله كما فعل آباؤنا من ذلك اليوم العظيم المشهود الذي قلد رسول الله أهل اليمن وسام السبق والفضيلة والاستجابة الطوعية لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وللإمام علي (عليه السلام) ومن الحفاظ على تلك المزايا الاستمرار في زيارة الجامع الكبير الذي هو مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وزيارة مسجد الإمام علي (عليه السلام) وزيارة ساحة الإيمان والتي أعُلن فيها الاستجابة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأول وهلة وعلى مدى أيام السنة باعتبارها أماكن مقدسة واستشعار أن مهمة إيصال الدين الخالص مسؤولية تقع على عاتق أهل البيت (عليهم السلام) وعلى عواتق أهل اليمن بكونهم الحاضنة لهذا الدين من أيامه الأولى كما فعل آباؤهم الأوس والخزرج(رضي الله عنهم).

– الكثير من القيم والمبادئ التي ارتقاء بها ديننا الإسلامي الحنيف مما كان لها الأثر النفسي عند الكثير من الناس .. فما الذي تودون قوله لهذا الجانب ؟

الله سبحانه وتعالى من قال عن دينه ((ديناً قيماً ملة إبراهيم)) والله سبحانه وتعالى هو من خلق هذا العالم الفسيح وسخر ما فيه للإنسان كما قال ((هو الذي سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة)) وهو من كرّم الإنسان وجعله خليفةً في أرضه ورسم له الطريق المستقيم وأنزل الله كتبه وبعث إليه رسله كما قال رسول الله الخاتم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فالحياة بدون هذه القيم لا تساوي شيئاً لأن التهاون بالقيم يخرج الإنسان من كرامته وإنسانيته..

ماهي أبرز العادات والتقاليد التي تحلى بها أهل اليمن في تعظيم شهر رجب ؟

أهل اليمن مشهود لهم بالحكمة والإيمان كما روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانيه) ومما تحلى به
أهل اليمن من تعظيم شهر رجب أنهم يعتبرون أول جمعة فيه عيداً لهم يشكرون الله فيه على نعمة دخولهم الإسلام بتلك الطريقة الراقية والمتميزة على شعوب العالم ومن تعظيمهم لشهر رجب أنهم يفضلون صيامه والعمرة إلى بيت الله الحرام وزيارة رسول (صلوات الله عليه وعلى آله)ويهتمون بذلك .

– ماهي أهمية ومكانة عيد جمعة رجب لدى اليمنيين .. وبماذا يتميز الشعب اليمني عن كثير من الشعوب العربية ؟

تميز أهل اليمن عن غيرهم من شعوب العالم أنهم عبر تاريخهم هم أنصار الرسالات منذ زمن بعيد يشهد لذلك انها صدقت فيهم دعوة الخليل إبراهيم (عليه السلام) عندما قال كما حكى الله عنه ((ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع ٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)) فكان أهل اليمن أول من هوت قلوبهم ممثلاً في قبيلة جرهم وأيضاً تميز أهل اليمن عن غيرهم من الشعوب أنهم آمنوا بالله ورسوله طوعاً لما دعاهم الإمام علي (عليه السلام) إلى الإسلام وقرأ عليهم كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فاليمن هي البلاد التي لا تعطي الخراج نتيجةً لإسلام أهل اليمن طوعاً وأيضاً يتميزون بأنهم عندما يعرفون الحق يتبعونه كما فعلت الملكة بلقيس في استجابتها وقومها لله مع سليمان (عليه السلام) وكما فعل الأوس والخزرج مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ويتميز أهل اليمن عن غيرهم باعتبار أكثر القادة الفاتحين من اليمن ويتميزون بما حباهم الله ورسوله من الفضائل والروايات التي جاءت فيهم وهي كثيرة ومشهورة ومنها قول رسول الله (إني على حوضي أذود الناس لأهل اليمن) ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم (إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن)…

لليمنيين مواقف بارزة في نصرة الإمام علي (عليه السلام) كيف ساهمت هذه المواقف في تعزيز ارتباط اليمنيين بالإمام علي (عليه السلام) ؟

الفضل يعود لله سبحانه وللرسول (صلوات الله عليه وآله) إذ أختار الإمام علي (عليه السلام) مبعوثاً له إلى اليمن فتعلقت به قلوب اليمنيين لما يروا فيه من القدوة الحسنة والقيم المثلى وانسجامه التام مع المبادئ التي يحملها وقربه من رسول الله نسباً وسلوكاً وعملاً وأهل اليمن لهم الذوق الرفيع في التقويم واتباع الحق فامتلأت قلوب اهل اليمن حباً للإمام علي (عليه السلام) انعكس ذلك في مواقفهم قولاً وعملاً واقتداءً وتربيةً في أبنائهم جيلاً بعد جيل.

– ما دلالة ابتعاث الرسول (صلوات الله عليه وآله) الإمام علي إلى اليمنيين على وجه الخصوص ؟

أولاً:ـ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى إضافةً إلا ما منح الله به رسوله من المعرفة والتمييز من خلال تجارب الحياة ولم يبعث الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الإمام علي (عليه السلام) إلى اليمن إلا وقد انكشف له أخلاق وتضحيات اليمنيين من خلال هجرته وبقائه بين الأوس والخزرج حتى عبر عنهم بقوله (لولا الهجرة لكنت امرؤٌ من الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) والرسول (صلوات الله عليه وآله) أوكل الإمام علي (عليه السلام) بمهمات منها : عندما أرسله إلى اليمن أرسل معه رسالته التي قرأها الإمام علي (عليه السلام) على أهل اليمن فأسلمت همدان في يوم واحد والمراد بهمدان حاشد وبكيل وتتابع إسلام القبائل اليمنية طوعاً .

ثانياً :ـ أمره رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ببناء مسجده في اليمن بين المسمورة والمنقورة وأن يجعل قبلته إلى (جبل ضين) ليبقى ارتباط اليمن وأهله بالإسلام ونبي الإسلام والقرآن الكريم الذي خطه الإمام علي (عليه السلام ) بيده والذي بقي شاهداً حياً عبر مئات السنين لتكن كل تلك الأعمال خالدةً في أذهان أهل اليمن ليدخلوا إلى مدينة الرسول عبر بابها الإمام علي وتستمر تلك الثقافة إلى يوم القيامة لكون أهل اليمن الحاضنة للإسلام والأنصار للرسول للرسول والمحبين لأهل بيت الرسول والقادة الفاتحين وكما قال الله سبحانه ((وجئت على قدرٍ يا موسى)).
– ما دور هذه المناسبة في ترسيخ الهوية الإيمانية ؟
دور محوري وأساسي فالشعوب والأمم تنشد إلى تاريخها فما بالكم بهذا التاريخ المشرق والهوية الصادقة والإيمان الخالص.
– كيف تشكل الهوية الإيمانية الضمانة الرئيسية لتماسكنا ؟
لأنها الطريق التي رسمها الله وأوصى بها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) (إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض).

– برأيكم لماذا حاول البعض طمس مثل هذه المناسبة العظيمة من ذاكرة اليمنيين ؟

لقد عمل الحاقدون والمنحرفون عن النهج القويم والقرآن المجيد أن يطمسوا هذه المناسبات الخالدة والهامّة والعظيمة لارتباطها بشخص الإمام علي وعظماء أهل اليمن السباقين ليتسنى لهم تحريف الهوية الإيمانية بثقافات أخرى صنعتها أيدي المنحرفين من الأمويين والعباسيين والتدخلات الأجنبية ليتمكنوا من السيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً ليحرفوا دور اليمن الأساسي في نصرة الإسلام إلى التبعية والخنوع للمستعمر.

– كيف عمل المشروع القرآني على احياء وإبراز قيمة مثل هذه المناسبات ؟

لأنها من صميم المشروع القرآني لأنها تتحدث عن جوهر الدين وقيمه ومبادئه ورسوله الأعظم (صلوات الله عليه وعلى آله) ومبعوث الرسول الأعظم الإمام علي (عليه السلام) بارتباط المناسبة بهم ولأن هناك من المقدسات ما تشد أهل اليمن إليها كالجامع الكبير الذي هو مسجد الرسول (صلوات الله عليه وآله) والذي يضم في جنباته المصحف الذي نزل على رسول الله المكتوب بخط أمير المؤمنين وهذه من أعظم المقدسات.

– الانحراف والتحريف خطران رئيسيان يهددان الهوية الإيمانية فبما يتحققان ؟

عدم الاهتمام بالهوية الإيمانية والتاريخ المشرق والقيم المثلى والوعي التام والتذكير المستمر والاهتمام بالمقدسات قولاً وعملاً بالزيارات المستمرة عبر أيام السنة وليس في جمعة رجب فقط فإن الإهمال يفتح طريقاً للانحراف والتحريف والمنحرفين.

– ماهي مصاديق الحديث النبوي الشريف “أرق قلوباً وألين أفئدة ” ؟
هذا الحديث قد تجلى على أرض الواقع بما تحقق على أيدي أهل اليمن عبر تاريخ الإسلام ومن مصاديقه في زمننا الحاضر الشعار المقدس …الله أكبر.. الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل ..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام… الذي دعانا له السيد/حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) في مواجهة الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي ومن مصاديقه صمود أهل اليمن تحت قيادة أخيه السيد القائد/عبدالملك بدرالدين الحوثي (حفظه الله) طوال هذه الحرب الظالمة التي تشن عليه من أقوى دول العالم وأغناها فلين القلوب نقيض القسوة والله يقول ((مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء)) وأيضاً قول الله ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) فالقلوب اللينة تقبل ما جاء به الله والرسول وتنعكس في مواقفها العملية بخلاف القسوة الله يقول عن نوع آخر ((فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) وذكر أعداءنا من اليهود ((ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة))….

– لماذا اختص رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ) قبائل همدان بقوله [السلام على همدان] وكذلك قول الإمام علي (عليه السلام) “فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان أدخلوا بسلام ” ؟

الرسول من يعبر عن الله وعن الإسلام وقد قال الله عنه (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى)) وقال تعالى ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً)) والإمام علي (عليه السلام) هو من قال فيه الرسول (صلوات الله عليه وآله) علي مع الحق والحق مع علي .. وعلي مع القرآن والقرآن مع علي.. وأي فضل مصحوب بمسؤولية فمن أدى المسؤولية حظي بالفضل وعلى أهل اليمن أن يشكروا تلك النعمة ونحن نقول جميعاً وعلى أهل اليمن أن يشكروا تلك النعمة ونحن نقول جميعاً وعلى رسول الله وآله السلام…وعلى رسول الله وآله السلام …وعلى رسول الله وآله السلام.

– كيف يترجم اليمنيون حبهم لأهل البيت (عليهم السلام ) من عهد رسول الله ( صلوات الله عليه وآله ) إلى اليوم ؟؟

– حب أهل البيت عليهم السلام من صميم ديننا قال تعالى ((قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له فيها حسنا)) وقد ترجم اليمنيون ذلك بوقوفهم بين يدي رسول الله (صلوات الله عليه وآله) وأهل بيته من ذلك التاريخ الذي أسلموا فيه إلى يومنا هذا وما هذه الحرب التي دارت على اليمن إلا جزءاً من المؤامرة التي حيكت عبر التاريخ إلا لفصل الناس عن رسول الله وأهل بيته وما هذا الصمود المنقطع النظير والإنفاق المستمر على الجبهات إلا ترجمة لحب أهل اليمن لرسول الله وأهل بيته وحسبهم أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قال فيهم أني على حوضي أذود الناس لأهل اليمن والترجمة الحقيقية لحب رسول الله وأهل بيته أن نسير بسيرتهم ونقفو آثارهم ونتثقف بثقافتهم المتمثلة في القرآن الكريم وما وافق القرآن الكريم مما روي عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله )وأعلام الهدى من أهل بيته المتمسكين بالقرآن الكريم في كل زمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى