يُحيي الفلسطينيون اليوم العالمي للاجئين، بينما تُواصل قضيتهم، التي تُشكل جوهر القضية الفلسطينية، تجسيد مأساة إنسانية مستمرة منذ عام 1948. رحلةٌ شاقة عبر الزمن واللجوء، حكاية شعبٍ لم ينكسر، حلمٌ بالعودة لم يطفأ.
وفي عام 1948، هُجّر أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم قسراً، تاركين وراءهم بيوتهم وذكرياتهم، ليصبحوا لاجئين في بلدانٍ مختلفة. نكبةٌ حفرت عميقاً في ذاكرة شعبٍ بأكمله، وشكلت نقطة تحولٍ مفصلية في تاريخه.
ومع مرور العقود، ارتفع عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى “أونروا” إلى أكثر من 6.4 مليون لاجئ، يعيشون في ظروفٍ صعبةٍ مُقيتة. فمعظمهم يقطن في مخيماتٍ رسميةٍ تعاني من الفقر والكثافة السكانية وسوء البنية التحتية.
ويُشكل اللاجئون الفلسطينيون 70% من شعبهم في الشتات، بينما يُحرم نصفهم من الجنسية، ويواجهون صعوباتٍ جمة في العودة إلى وطنهم. وتتفاقم معاناة اللاجئين في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، حيث وصلت نسبة البطالة إلى 80%. وتُصبح مسؤولية حل قضية اللاجئين الفلسطينيين مُلحة أكثر من أي وقت مضى، مع استمرار معاناتهم وتفاقم ظروفهم المعيشية.
كما تُشدد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، مُعتبرةً إياه حقاً مقدساً لا يمكن التنازل عنه.
وتُطالب الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من العودة.
ومن فلسطين، ينطلق نداءٌ إلى العالم بأسره، نداءٌ بإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وإيجاد حلٍ عادلٍ لقضيتهم يُمكنهم من العودة إلى ديارهم وإقامة سلامٍ عادلٍ ودائمٍ في المنطقة.
رحلةٌ فلسطينية عبر الزمن واللجوء، حكايةٌ لم تنتهِ فصولها بعد، انتظارٌ على أمل العودة، حلمٌ بوطنٍ حرٍ وسيادةٍ كاملة.