آراءأوروباالأخبارالصورة تتكلمانفوجرافكتحررتحقيقاتترجماتترمبتوقعات وكالات الفضاءثقافة وفنحكايارياضيةمقالاتمنوعات
أخر الأخبار

فشل ذريع في “بروفة” كأس العالم: الولايات المتحدة ليست جاهزة لمونديال 2026

هذه الفوضى التنظيمية تثير تساؤلات جدية عن قدرة الولايات المتحدة على ضمان جاهزية 11 ملعباً مختلفاً لكأس العالم بعد أقل من عامين.

فيفا كاس العالم أمريكا2026 مدرجات شبه فارغة… وتذاكر مبالغ فيها

كأس العالم امريكا.. فشل في “تسويق كرة القدم”… عقم جماهيري رغم الدعاية



كأس العالم امريكا.. فشل في “تسويق كرة القدم”… عقم جماهيري رغم الدعاية

هل أميركا جاهزة لاستضافة المونديال 2026؟
بـ أرضيات غير لائقة… وطقس يعبث بالمواعيد






أخـــــــبــــــار وترجمــــــات #فجر_اليوم //

لم تكن بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأميركية مجرد منافسة كروية تجمع نخبة أندية العالم، بل مثّلت بروفة مصغرة لاختبار جاهزية البلاد لتنظيم أكبر حدث كروي في التاريخ، كأس العالم 2026.

في النسخة الحالية من كأس العالم للأندية رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم عدد الفرق المشاركة، بنظام جديد، حيث شارك 32 منتخبًا، وفي بطولة كأس العالم 2026، التي تحتضنها 3 دول وهي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، سيكون عدد الفرق 48.

التجربة الجديدة والتي يمكن اعتبارها “بروفة” لكأس العالم في الصيف المقبل، انتهت بخيبة أمل متعددة الأبعاد، وسط اتهامات بالفشل التنظيمي، وانهيار الحضور الجماهيري، وسخط اللاعبين والمدربين على جدول مزدحم لا يرحم، وملاعب لم ترتقِ إلى مستوى الحدث.

فمنذ إعلان “الفيفا” منح شرف الاستضافة المشتركة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لمونديال 2026، روّج القائمون على المشروع أن تجربة كأس العالم للأندية “نموذج مصغّر” يُثبت القدرة اللوجستية الهائلة للمدن الأميركية على استضافة فعاليات جماهيرية ضخمة، ويمنح الجمهور ذروة الإثارة. لكن الوقائع كشفت عن واقع مختلف تماماً.

مدرجات شبه فارغة… وتذاكر مبالغ فيها

برزت معالم الفشل في مشهد المدرجات شبه الخاوية، حتى في مباريات ضمت أندية عملاقة مثل تشيلسي الإنكليزي وريفر بليت الأرجنتيني. صحيفة The Times وصفت البطولة بأنها “ساحة عرض للغرور لا أكثر”، مشيرة إلى أنّ أسعار التذاكر أسهمت في تنفير الجمهور. إذ بلغت تذاكر المباريات الافتتاحية نحو 2200 دولار، ما اضطر المنظمين لاحقاً إلى خفض الأسعار بشكل كبير لتدارك الفشل التسويقي بحسب Financial Express.

كما أكّد خبراء التسويق الرياضي أنّ الفيفا لم ينجح في ربط البطولة بعاطفة الجمهور الأميركي تجاه كرة القدم، ما جعل الفعاليات تبدو “دخيلة على المزاج الرياضي المحلي” وهذا ما أشارت إليه Eur.nl.

فشل في “تسويق كرة القدم”… عقم جماهيري رغم الدعاية

وعلى الرغم من “الدعاية” الضخمة التي سبقت الحدث، بما في ذلك حملات تسويقية عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام الأميركية الكبرى، أخفق المنظمون في إشعال شرارة الاهتمام الجماهيري الواسع، حيث ظهرت البطولة كـ “مهرجان بلا جمهور”، لأن الانطباع السائد لدى الجمهور المحلي كان أن الحدث صُمّم لتلبية مصالح الرعاة، لا لإمتاع الناس.

كما رصد الخبراء أنّ الهوية التسويقية للبطولة بدت “مربكة وغير محددة”، فلا هي بطولة الأندية الأوروبية الكبرى حصراً، ولا هي مهرجان عالمي يخصّ الجميع.

أرضيات غير لائقة… وطقس يعبث بالمواعيد

على المستوى التنظيمي، تعرّضت البطولة لانتقادات قاسية بسبب سوء جودة الملاعب والتأثير الكبير للأحوال الجوية. فمباراة تشيلسي وبنفيكا شهدت تأخيراً تجاوز ساعتين نتيجة العواصف الرعدية، ما دفع مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا إلى القول بوضوح “هذه ليست كرة قدم… هذه مهزلة تنظيمية”.

بدوره، أقرّ أرسين فينغر، مدير تطوير كرة القدم في “الفيفا”، أنّ بعض الملاعب في البطولة لا تلبي المعايير الأوروبية من حيث الصرف الصحي وجودة العشب.

هذه الفوضى التنظيمية تثير تساؤلات جدية عن قدرة الولايات المتحدة على ضمان جاهزية 11 ملعباً مختلفاً لكأس العالم بعد أقل من عامين.

ومن أبرز أوجه الفشل أيضاً، الجدل الحاد حول جدول المباريات المزدحم الذي يضغط اللاعبين إلى أقصى حدود التحمل البدني والنفسي. رئيس رابطة اللاعبين المحترفين الإنكليزية (PFA)، ماهيتا مولانغو، وصف البطولة بأنها “قطعة إضافية لا معنى لها في تقويم مزدحم أصلاً”، محذراً من كارثة إصابات وشيكة إذا لم يُمنح اللاعبون فترات راحة حقيقية.

أما يورغن كلوب، المدرب الألماني الذي سبق أن اشتكى مراراً من ضغط المواعيد، فصعّد انتقاده إلى الحد الأقصى، قائلاً “إنها أسوأ فكرة جرى تنفيذها في تاريخ اللعبة… من يفوز بهذه البطولة سيكون أسوأ الفائزين لأنه لم يحصل على يوم واحد للراحة”.

أزمة المكافآت… “Cash Grab” في وجه “الفيفا”
في سياق آخر، شهدت البطولة حادثة لافتة حين خرج لاعبو سياتل ساوندرز الأميركيون إلى الملعب وهم يرتدون قمصاناً كُتب عليها “Cash Grab” و”Fair Share Now”، احتجاجاً على توزيع المكافآت الذي وصفوه بأنه “مجحف” لمصلحة الأندية والاتحاد الأميركي لكرة القدم، على حساب حقوق اللاعبين.

رابطة اللاعبين الأميركيين (MLSPA) أصدرت بياناً تؤكد فيه أنّ الحدث يعبّر عن استغلال تجاري لا يحترم التضحيات البدنية والذهنية للاعبين، الذين وجدوا أنفسهم يخوضون مباريات في حرارة خانقة وظروف غير مستقرة.

هل أميركا جاهزة لاستضافة المونديال 2026؟
بـ أرضيات غير لائقة… وطقس يعبث بالمواعيد

كل هذه الأزمات فتحت نقاشاً واسعاً حول مدى جاهزية الولايات المتحدة لاستضافة نسخة 2026 من كأس العالم، وهي الأكبر حجماً والأكثر تعقيداً في تاريخ المسابقة.

الصحافي الاقتصادي توماس بيتيرس أكد أنّ تجربة كأس العالم للأندية برهنت على وجود “فجوات هيكلية في البنية التنظيمية”، وحذّر من أنّ أي إخفاق مماثل على مستوى كأس العالم سيخلّف ضرراً لا يمكن إصلاحه لصورة الولايات المتحدة كقوة رياضية عظمى.

من جهة أخرى، ترى صحيفة Financial Express أنّ ما حدث في صيف 2025 ليس مجرد إخفاق عابر، بل “ناقوس خطر يُظهر أن البطولة المقبلة بحاجة إلى إعادة مراجعة جذرية لطريقة العمل، وتخفيف جشع الفيفا في مضاعفة الأحداث المربحة من دون اعتبار للجهد البشري”.

البعد السياسي والدبلوماسي للبطولة
ماهي سيناريوهات المستقبل؟
لم يكن الرهان على كأس العالم للأندية رياضيًا فحسب، بل جزءًا من محاولة توظيف كرة القدم كأداة للنفوذ الناعم وتحسين صورة أميركا عالميًا. غير أن الإخفاق التنظيمي والاقتصادي يطرحان تساؤلات عميقة: هل يستطيع الفيفا والاتحاد الأميركي تحويل هذه التجربة إلى درس تصحيحي قبل صيف 2026؟ أم أن البطولة المقبلة ستكرّس سمعة أميركا بأنها “العملاق التجاري العاجز عن إدارة تفاصيل اللعبة”؟

سيناريوهات المستقبل
وفق تقارير اقتصادية حديثة، أمام “الفيفا” خياران واضحان: إما إعادة هيكلة تسعير التذاكر وجدولة المباريات ومعالجة جودة الملاعب، أو مواجهة خطر عزوف جماهيري أوسع وأزمة صورة عالمية. فمونديال 2026 لن ينتظر أحدًا، وسيكون الاختبار الفعلي لما تعنيه كرة القدم كمنتج ترفيهي عالمي يراعي حقوق اللاعبين وكرامة الجماهير.

وجهة نظر الفيفا


على الرغم من كل الانتقادات، أصرّ الفيفا في بيان رسمي على أن “التجربة أظهرت نجاحًا لوجستيًا كبيرًا في تنقل الفرق والجماهير”، مضيفًا أن “الملاعب ستشهد تطويرًا إضافيًا استعدادًا لمونديال 2026”. لكن هذه التطمينات لم تنجح في إقناع الخبراء بأن كل شيء تحت السيطرة.

إذا كان الهدف من هذه “البروفة” إقناع العالم بجاهزية أميركا لاستضافة نسخة تاريخية من كأس العالم، فإن النتيجة جاءت معاكسة. من المدرجات الفارغة إلى الاحتجاجات العلنية، ومن جداول اللعب اللامنطقية إلى الطقس الذي أربك الجميع، تبدو الطريق إلى مونديال 2026 مليئة بالتحديات، وما لم تتحرّك الجهات المنظمة بسرعة لمعالجة الدروس القاسية لصيف 2025، قد يجد العالم نفسه أمام تكرار الفشل بحجم مضاعف.

 



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى