عودة “جبهة التضامن” اللبنانية…على ماذا إتفقت المقاومة مع “المحور” خلال “الهدنة”؟: جنوب غزة “الأمور قد تختلف” وفي الشمال “المعركة مستمرة”..وضرب”النازحين” يحافظ على “سيناريو التهجير” والجميع في مرحلة “حبس الأنفاس”
فجر اليوم //
الرسالة اليتيمة التي وصلت في إطار مجسات تبادل المعطيات مع محور المقاومة في المنطقة وتحديدا مع حزب الله اللبناني بعد عودة العدوان العسكري الإسرائيلي هي تلك التي تشير لأن مقاربة جديدة في الاشتباك لدعم ونصرة المقاومة الفلسطينية في غزة قد تستؤنف او تبرز اذا ما قرر العدو الاسرائيلي الانتقال بمسرح عملياته الى جنوب غزةيحصل ذلك بوضوح عبر قصف رفح وخان يونس طوال نهار الجمعة وصباح السبت فيما عاد النشاط على جبهة التضامن اللبنانية.والمعنى هنا ان الاتصالات والمشاورات التي جرت خلف الستائر والكواليس خلال ايام الهدنة الطويلة مع محور المقاومة افادت بان المحور لا يزال في حالة تضامن مع فصائل المقاومة الفلسطينية واهل قطاع غزة.
والتضامن هنا بالمعنى المسلح خصوصا وان جبهات محور المقاومة والمجموعات المسلحة سواء في اليمن او العراق او سوريا او لبنان هدأت نسبيا الى حد بعيد مع إعلان الهدن التي تناسب حركة حماس والمقاومة الفلسطينية و بقية الفصائل الا ان مستوى التضامن قابل للتصاعد حتى هذه اللحظة دون ضمانات بان تفتح الجبهات كاملة اذا ما عاد الاسرائيلي للقصف الوحشي والاجرامي خصوصا على جنوب غزة. ويبدو ان الإدارة الأمريكية تبذل جهدا كبيرة هذه الايام لاقناع الاسرائيليين بوقف لفترة أطول وبسقف زمني أعمق لاطلاق النار وللحد من تطبيق السيناريو القصف العشوائي الذي يؤدي الى خسائر كبيرة بارواح المدنيين اذا ما انتقل ما تسميهاسرائيل في المناورات العسكرية الى مناطق جنوبي القطاع علما بان رسائل تبادل الرهائن والاسرى في مناطق شمالي القطاع تقول بوضوح وامام صور التلفزيون والشاشات والاعلام العسكري لكتائب القسام بان المعركة في الشمال لم تحسم بعد لا على مستوى تهجير المواطنين ولا على مستوى الوجود المسلح لمجموعات المقاومة الفلسطينية.بكل حال يسأل كثيرون الان عن مستوى الاشتباك في محور المقاومة وتحديدا عند حزب الله اللبناني اذا ما تطورت الاحداث وعادت أجراس الحرب لتقرع خصوصا علي جنوبي القطاع وبكثافة نارية بعد تحريك نحو 800 الف نازح الى الجنوب ووجود كتلة بشرية هائلة بمعنى ان استئناف القصف الاسرائيلي على الجنوب سيؤدي الى خسائر بشرية أكبر بكثير من تلك التي حصلت في الشمال بسبب الاكتظاظ في مناطق الجنوب ووجود عدد فائض من ممثلي الدول الأخرى تحت عنوان الإغاثة والمساعدات الانسانية.من جهة حزب الله وبقية أطراف المقاومة اشارت الى ان المحور بالمعنى الذي شاهده الجميع سابقا لا يزال في حالة تصامن.لكن ثمة إشارات الى ان نوع التضامن وكثافته بمعنى الإشتباك العسكري قد تزيد اذا ما قرر العدو تجاهل دعوات إطلاق النار والانتقال الى التسبب بدمار وخسائر بشرية كبيرة في جنوبي القطاع علما بان محور المقاومة وتحديدا في القيادة او الجناح السياسي لحزب الله يعتبر تماما بان انتقال العمل العسكري وبوتيرة عنيفة الى جنوب القطاع لن يكون هدفه اطلاقا تقويض حركة حماس او مضايقة المقاومة العسكرية.وتفسيره الوحيد هو تهجير الناس الى جمهورية مصر وتحديدا اذا ضربت تجمعات النازحين وبالتالي مستوى المعادلة يختلف هنا دون اي تصور عن اختلاف المستوى العملياتي في الاشتباك.
ما يتردد في أوساط المقاومة الفلسطينية انها حصلت على وعود والتزامات ليس فقط ببقاء التضامن السلاحي معها في حال استئناف اطلاق النار والعدوان الاسرائيلي.لكن بالمقابل حصلت على ضمانات بان يزيد مستوى التضامن دون تحديد سقف هذه الزيادة ولا كيفية التصرف وسط انطباع للدول الوسيطة التي تشتبك مع الملف والتفاصيل وكذلك للمستوى السياسي في الاردن بان فرصة توسع النطاق الاقليمي اذا ما استانف الاسرائيليون قصفهم العنيف لجنوبي قطاع غزة قد تكون اكبر من اي وقت مضى قياسا بمعدل سقوط الضحايا بكثافة وانتقال مستوى العمليات للجنوب خلافا لان العمليات العسكرية العدائية لم تحسم الواقع على الارض في شمالي القطاع.الجميع يحبس الأنفاس بانتظار اللحظات الاخيرة .