
وفي تصريح بهذا الشأن، قال الخبير العسكري الروسي ألكسندر خرولينكو، إن “الإذلال التكنولوجي الواضح للبنتاغون يتمثل في فشل أنظمته الدفاعية أمام هجمات الحوثيين، سواء في اليمن أو في البحر الأحمر”، مشيراً إلى أن منظومة الدفاع الجوي المتطورة التي باتت تشكل “قبة حديدية يمنية” غير قابلة للاختراق. وفي هذا السياق، نجح الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة في إسقاط عدد كبير من الطائرات الأمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، التي تُعتبر من أحدث طائرات الاستطلاع والهجوم الأمريكية. وبحسب مصادر عسكرية وإعلامية تابعة للحوثيين فقد تم إسقاط 22 طائرة من هذا الطراز خلال الأشهر الـ19 الأخيرة. ووفق الخبير العسكري الروسي فإن العمود الفقري للدفاع الجوي لقوات صنعاء يتكون من صواريخ R-27 “جو-جو” روسية الصنع التي يصل مداها إلى 80 كيلومتراً، مُعدّلة إلى أنظمة صواريخ أرض-جو للإطلاق الأرضي. وكان أحدث تطور في مسرح المواجهة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية، ما أعلنته قوات صنعاء من هجوم نوعي استهدف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” شمالي البحر الأحمر في 28 أبريل، وكانت نتيجته سقوط طائرة أمريكية من طراز إف 18، ما يكشف قدرة هذه القوات على إلحاق أضرار مباشرة بقوات البحرية الأمريكية.، وهذه ليست المرة الأولى، فقد أُسقطت طائرة F-18 مماثلة في ديسمبر 2024، أثناء إقلاعها من حاملة الطائرات نفسها، وهو إذلال تكنولوجي واضح للبنتاغون، وخطوة قصيرة نحو الهزيمة الاستراتيجية للولايات المتحدة. في هذا السياق، أكد الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد بارونز أن “القدرات المتقدمة للحوثيين في استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ تُظهر تطوراً غير مسبوق في تكتيكاتهم العسكرية، مما يشكل تحدياً جديداً للقوات الغربية في المنطقة”، مضيفاً في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): “الهجمات الأخيرة لم تكن مجرد رسائل سياسية بل قدرات فعلية نجحت في شل معدات عسكرية متطورة”. من جانبه، قال الخبير العسكري الأمريكي مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن، إن “الحوثيين تمكنوا من تطوير منظومات دفاع جوي فعالة باستخدام تكنولوجيا هجينة، ما يجعلهم قادرين على تهديد طائرات مثل MQ-9 Reaper التي كانت سابقاً تعمل بدون منازع في الأجواء اليمنية”. نجاحات تجمع بين التكنولوجيا المعدلة محلياً والتكتيك العملياتي الفعال، حققتها وتحققها قوات صنعاء، لتصبح فاعلاً إقليمياً لا يمكن تجاهله، وتهدد بتغيير معادلات الصراع في المنطقة، خصوصاً في ظل تعثر الردع الأمريكي وتقويض هيبته الاستراتيجية في البحر الأحمر، وفي الوقت نفسه ترسم نجاحات قوات صنعاء مشهداً جديداً في ميزان القوى الإقليمي، وتربك حسابات الولايات المتحدة التي فشلت فعلياً في تحييد التهديد اليمني رغم حملتها العسكرية المكثفة، والتي عمدت لتعويض فشلها باستهداف المدنيين.