عطوان : ثلاث شهادات تؤكد ان أمريكا تسعى لإطالة أمد الحرب الأوكرانية وتكرر السيناريو الكويتي العراقي.. هل تنجح في الثانية مثلما نجحت في الأولى؟

فجر اليوم //

شخصيتان رئيسيتان، أحدهما نيكولا ساركوزي رئيس الدولة الفرنسية السابق، والثاني الصحافي الاستقصائي الأمريكي تيد سنايدر اكدا ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خططت لإشعال فتيل الحرب الاوكرانية قبل أشهر من انفجارها، والآن تريد استمرارها من خلال عرقلتها لأي حلول سلمية عبر التفاوض.ساركوزي أكد في كتابه الجديد “زمن المعارك” انه “عرض عندما كان في السلطة انضمام أوكرانيا الى حلف “الناتو”، وأيدته في موقفه هذا المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، واعترف بأن شبه جزيرة القرم ارض روسية، واغلبية سكانها روس، وان مهمة أوكرانيا ان تكون دولة محايدة، وان تكون جسرا بين أوروبا وروسيا، واكد ان مصالح واشنطن تتجسد في إطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وقال ان من الضروري التحلي بالشجاعة والخروج من هذا المأزق لان مصالح أوروبا لا تتوافق مع مصالح الأمريكيين، ولا يمكننا التمسك بالفكرة الغربية القائمة على شن الحروب دون المشاركة فيها في إشارة واضحة الى أمريكا”.اما الصحافي الامريكي تيد سنايدر فذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما اتهم الإدارة الامريكية الحالية في مقال نشر في مجلة “المحافظ الأمريكي” بعرقلة ثلاثة لقاءات روسية اوكرانية جرت في بيلاروس وإسطنبول، بمشاركة زيليسنكي ومسؤولين روس كبار توصلت الى اتفاقات اولية بإنهاء الحرب في ايامها الأولى،، نتيجة تقديم روسيا تنازلات بالانسحاب من كييف، وعدم اغتيال زيلينسكي، والتوقف عن المطالبة بنزع سلاح أوكرانيا، مقابل تخلي الرئيس الاوكراني عن الانضمام الى حلف الناتو.*** مولود تشاويش اوغلو، وزير خارجية تركيا السابق الذي ترأس مفاوضات إسطنبول اكد “ان هناك دولا داخل حلف “الناتو” تريد استمرار الحرب من خلال عرقلة أي اتفاق سلام ينهي الحرب الأوكرانية”، في إشارة واضحة الى الولايات المتحدة الامريكية.الرئيس بايدن كان، وما زال، المحرض على استمرار الحرب الأوكرانية، لانه يريد تدمير روسيا، بالطريقة نفسها التي دمرت فيها بلاده كل من سورية والعراق وليبيا، وعبر سياسات الحصار والتجويع والغزو التي تبنتها جميع الحكومات الامريكية السابقة.لو عدنا الى الوراء قليلا، نجد ان “السابقة الكويتية”، هي التأكيد على ما ذكرناه سابقا، وتمثل حرفيا في الدور الأمريكي في التخطيط وإشعال نار الحروب والعمل على اطالتها لأطول قدر ممكن حتى تحقيق أهدافها، فإدارة الرئيس جورج بوش الاب، هي التي جرت الرئيس العراقي صدام حسين الى مصيدة الحرب في الكويت، وعارضت الجهود السعودية لمنع انفجارها، بالضغط على الجانب الكويتي لرفض الحلول التي اقترحتها السعودية في مؤتمر الطائف الذي استضافته قبل يومين لمنع اندلاع الحرب.التاريخ يعيد نفسه في الازمة الاوكرانية، ولكن مع فارق أساسي ان عدو أمريكا هذه المرة دولة عظمى تملك اكثر من 650 الف رأس نووي، وتقاتل من اجل الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.الحسابات الامريكية في هذه الحرب الأوكرانية كانت خاطئة منذ اليوم الأول، واستمرارها لن يكون في مصلحة واشنطن ولا حلفائها الأوروبيين الذين بدأوا يدفعون ثمن تورطهم في هذه الحرب ازمات اقتصادية وتضخم انخفاض مستوى المعيشة لشعوبهم.من المفارقة ان جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي صاحب فكرة انعقاد مؤتمر جدة للسلام في أوكرانيا، أراده، أي مؤتمر جدة، احتفالا باستسلام روسيا، ورفعها الرايات البيضاء، تماما مثلما حدث في مؤتمر فرساي، ولكن النتائج جاءت مغايرة كليا لطموحاته الساذجة هذه.الهجوم الاوكراني المضاد الذي عولت عليه واشنطن كثيرا فشل فشلا ذريعا، وكشف سيمون هيرش الصحافي الأمريكي المخضرم على حسابه على “الفيسبوك” ان المخابرات المركزية الامريكية أبلغت انتوني بلينكن وزير الخارجية بأن هذا الهجوم الذي ضخمته إدارة بايدن لن يؤدي الى هزيمة روسيا، وانه كان مجرد استعراض بهلواني من قبل الرئيس زيلينسكي.***إدارة بايدن وافقت اليوم على السماح لدول مثل الدانمارك وهولندا بأرسال طائرات “اف 16” للجيش الاوكراني لإنهاء تفوق سلاح الجو الروسي على الاجواء الأوكرانية، ولكن هذه الطائرات ستكون صيدا سهلا لمنظومات صواريخ “اس 400” الروسية، وستفشل في مهمتها بتغيير المعادلات على الأرض وفي الجو، تماما مثلما فشلت منظومات صواريخ “الباتريوت” ودبابات “ابرامز” الامريكية ونظيرتها الالمانية “ليوبارد” والبريطانية “تشالنجر”.ارسال طائرات مسيّرة لضرب اهداف في قلب العاصمة موسكو، او نسف جسر القرم، مجرد استعراضات يائسة من قبل زيلينسكي ومشغليه لإخفاء الهزيمة الحقيقية في احكام روسيا سيطرتها على شبه جزيرة القرم، والاقاليم الأربعة في دونباس شرق أوكرانيا التي ضمتها.قلناها، ونكررها، ان الدول النووية لا يمكن ان تخسر الحروب، وان “الجنرال جليد” الذي سيحارب الى جانب الجيش الروسي في الأسابيع المقبلة مع مقدم فصل الشتاء سيحقق العديد من المفاجآت العسكرية غير السارة للرئيس بايدن.. والأيام بيننا.

Exit mobile version