ترجمات #فجر_اليوم //
في الثاني من مارس/آذار الجاري، كان عمران خان نائمًا في منزله بولاية راجستان الهندية مع زوجته وأطفاله الثلاثة، ومن بينهم طفلة تبلغ من العمر شهرًا واحدًا.
مع ساعات الصباح الأولى، اقتحمت مجموعة من رجال الشرطة منزله لإجراء مداهمة في قضية تتعلق بجريمة إلكترونية مزعومة، وحين غادروا المنزل اكتشف خان أن ابنته الرضيعة “أليشبا” قد سُحقت تحت أقدام أفراد الشرطة.
وقال خان للجزيرة مباشر، متحدثًا من قريته راغوناثجاره بمنطقة ألور في ولاية راجستان “أخذوني بعيدًا وقاموا بتفتيش منزلي. كنت محتجزًا خارج المنزل، ثم داست الشرطة على رضيعتي التي كانت نائمة. لم أستوعب الأمر على الفور. وعندما عدت إلى الداخل بعد فترة، وجدت أنهم غادروا بعد أن قتلوها”.
وأوضح “عندما طرقت الشرطة الباب، فتحت زوجتي لهم. دفعوها خارج الغرفة. كانت طفلتي نائمة على سرير صغير بجوار سريري. صعد رجال الشرطة على السرير لسحبي منه”.
وأضاف خان “عندما عدت، رأيت علامة حذاء على وجه طفلتي وكانت تنزف من أنفها وفمها. لم تتمكن حتى من البكاء لأنهم وضعوا أحذيتهم على حلقها ووجهها. كان هناك العديد من العلامات على وجهها”.
واتهمت الشرطة خان بجريمة إلكترونية، رغم عدم وجود أي قضية قانونية ضده، وعدم امتلاكه هاتف ذكي، على حد قوله.
وعندما وصلت الشرطة إلى منزله وأخبرته باتهامات الجرائم الإلكترونية، أوضح لهم أنه عامل بسيط ولا يمتلك هاتفًا ذكيًّا، لكن الشرطة استمرت في تفتيش المنزل.
وأثار الحادث غضبًا واسعًا في المنطقة، وتقدَّم القرويون الغاضبون وعائلة الرضيعة بشكوى إلى الشرطة بشأن وفاتها، وقال خان إن “الشرطة المحلية لم تُبدِ أي اهتمام بالقضية”.
بعدها، نظم عدد من أهالي القرية وأسرة الطفلة احتجاجًا أمام منزل المشرف العام لشرطة ألور (الريفية). وبعد الاحتجاج، تم تسجيل بلاغ أولي ضد اثنين من رجال الشرطة، هما جيردهاري وجاغفير، بتهمة القتل.
ووفقًا للبلاغ، فقد كان هناك ما بين 12 و15 شرطيًّا قدموا لتنفيذ المداهمة، لكنهم فروا عندما بدأت زوجة خان بالصراخ والنحيب على طفلتها.
وقال خان في البلاغ الذي اطلعت عليه الجزيرة مباشر “لم تكن هناك أي قضية قانونية ضدي. حاولت إقناعهم بذلك، لكنهم لم يعيروا أي اهتمام لاعتراضي. لذلك، أطلب منكم تسجيل تقرير، واتخاذ إجراءات ضد رجال الشرطة المتورطين
وأثار زعيم المعارضة في حزب المؤتمر، تيكا رام جولي، القضية في مجلس الولاية، واصفًا الحادث بأنه إرهاب من الشرطة، ووجَّه انتقادات حادة لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا في راجستان.
وقال جولي خلال جلسة لمجلس الولاية “انظروا إلى هذا الإرهاب الذي تمارسه الشرطة في منطقة ألور، حيث يتعرض الناس للاضطهاد ظلمًا باسم الاحتيال الإلكتروني، وتُنفذ المداهمات، ويُبتز المال منهم”. كما أشار إلى حادثة وفاة الرضيعة، وقال إنها حادثة “صادمة للغاية”.
ورغم أن الشرطة سجلت القضية تحت ضغط الأهالي في المنطقة، فإن القادة المسلمين الذين يثيرون القضية مع الإدارة أخبروا الجزيرة مباشر بأن “الشرطة لا تُظهر أي اهتمام جاد في التحقيق، بل تستند إلى تقرير طبي لتزعم أن الرضيعة لم تكن لديها أي إصابات واضحة”.
وقال شير محمد، أحد القادة المحليين الذين يتابعون القضية، للجزيرة مباشر “قالوا لنا إن التحقيق جارٍ، لكنكم تعرفون نوع التحقيق الذي يقومون به. لقد عيَّنوا مفتشًا مساعدًا للتحقيق في القضية، بينما الشرطي الذي قاد المداهمة القاتلة برتبة مفتش. كيف يُعقل أن يكون المحقق في القضية أقل رتبة من المتهم؟”.
وأكد محمد أن مقتل الرضيعة مرتبط بالمناخ العدائي المتزايد ضد المسلمين في البلاد، وقال “هذه القضية مرتبطة بالأجواء المعادية للمسلمين. الشرطة غالبًا ما تقتحم منازل أفراد الأقلية دون أي مبرر. إنهم لا يبالون بأي شيء”.
المصدر : الجزيرة مباشر
زر الذهاب إلى الأعلى