
انطلقت اليوم في المحكمة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة أولى جلسات محاكمة شبكة تجسسية منظمة تتبع غرفة عمليات مشتركة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، بعد ثبوت تورط أعضائها في جمع معلومات حساسة عن قيادات الدولة والمواقع العسكرية والاستراتيجية، ونقلها إلى واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أعمال عدائية ضد اليمن.وعُقدت جلستان قضائيتان برئاسة قضاة المحكمة، بحضور أعضاء النيابة العامة، وتم خلالهما تلاوة قرارات الاتهام ومواجهة 21 متهماً بالأدلة والوقائع المثبتة، في قضية تعتبر واحدة من أخطر القضايا المتعلقة بأمن الدولة اليمنية.ووفقاً لما جاء في لائحة الاتهام، فإن المتهمين قاموا بالتخابر مع دول معادية للجمهورية اليمنية، بما في ذلك السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، تحت إدارة مباشرة من ضباط استخبارات سعوديين وبريطانيين وأمريكيين وإسرائيليين. وتم تزويد المتهمين بوسائل تواصل مشفرة، وتطبيقات لتحديد المواقع الجغرافية، ودورات تدريبية على استخدام كاميرات سرية وربطها ببرامج البث المباشر.وأضافت النيابة أن الشبكة قامت بتسريب معلومات عن مواقع قيادات الدولة، تحركاتها، وأسرار أمنية وسياسية وعسكرية، فضلاً عن استقطاب مواطنين للتجسس وزرع كاميرات مراقبة أسفرت عن استهداف مواقع عسكرية وأمنية ومدنية.وتشمل التهم الموجهة للمتهمين، وفق لائحة الاتهام، إتلاف أجهزة وأدلة مرتبطة بأمن الدولة وأسرار الدفاع، ومساعدة التحالف السعودي في حربهم على اليمن، وتجنيد مواطنين لجمع المعلومات العسكرية والسياسية عن الدولة والقيادات من الصفين الأول والثاني، وكذلك تحديد مقرات الاجتماعات وأماكن السكن والمواقع الحربية والتخزين.كما أشار البيان الرسمي إلى أن المتهمين زوّدوا المخابرات السعودية بمعلومات حول صواريخ الدولة اليمنية، مصادر الحصول عليها، مواقع إطلاقها وتخزينها، ومدى تماسك الجبهة الداخلية، وتلقوا مقابل ذلك مبالغ مالية.وحققت وزارة الداخلية اليمنية في صنعاء إنجازا أمنيا كبيرا، بعد عملية رصد وتحقيق طويلة أفضت إلى كشف غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، استهدفت زعزعة الأمن الوطني وجمع معلومات حساسة عن قيادات الدولة والمواقع العسكرية والاستراتيجية.وشدد ناشطون يمنيون على منصة “إكس” على أن محاكمة المتهمين يجب أن تتوج بـ إنزال أقصى العقوبات الممكنة عليهم، ليكونوا عبرة لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار البلاد، مشيدين بالجهود الأمنية التي مكّنت من كشف الشبكة وتحجيم قدرات الأعداء على التسلل إلى الداخل اليمني.والجدير بالذكر أن هذه الشبكة ليست الأولى التي يتم ضبطها، إذ سبق أن تمكنت الأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات في صنعاء قبل أشهر من القبض على شبكة تجسس بريطانية مماثلة كانت تسعى لتمرير معلومات حساسة لتحالف أمريكا في إطار عدوانهم على اليمن دعماً للاحتلال الإسرائيلي في كبح الجبهة اليمنية وثنيها عن مساندة غزة في الحصار البحري وإطلاق الصواريخ والمسيرات ضد الأهداف الحيوية الإسرائيلية.