مقــــــالات خاصة #فجر_اليوم //
رهيب التبعي _مصر
في قلب لحظة تاريخية دامية، حيث تُقصف غزة وتُحاصر، ويُقتل الأبرياء وتُهجّر العائلات، تصدمنا مصر بخطوة تحمل وجعًا أكبر من الألم: توقيع صفقة غاز من مصر مع إسرائيل بقيمة 35 مليار دولار، تمتد لعقود قادمة حتى عام 2040.
هل هذه مجرد صفقة اقتصادية باردة؟ أم أنها طعنة عميقة في خاصرة أمة لا تزال تنزف على قضيتها الأولى، فلسطين؟
الصفقة التي أعلنت عنها شركة “نيوميد إنرجي” الإسرائيلية، تزيد إمدادات الغاز إلى مصر لتصل إلى 130 مليار متر مكعب، في حين يُحاصر أهلنا في غزة، يُمنعون من الغذاء والدواء والكهرباء، ويُذبحون بلا رحمة.
لكن ما يزيد من مرارة المشهد ليس فقط توقيت الصفقة، بل رسائلها الصادمة: على الطرف الآخر من الحائط الفاصل، تموت الأرواح، ويُجوع الأبرياء، بينما تُمد جسور التعاون مع من يُشعل نار الحرب. كيف نصمت؟ كيف نسمح بأن يتحول دم الإنسان إلى مجرد سلعة؟
صفقة محفوفة بالمخاطر
هذه الصفقة ليست فقط استثمارًا، بل قنابل موقوتة تهدد أمن مصر القومي. ماذا لو قررت إسرائيل قطع الغاز؟ هل ننسى تهديدات “سد النهضة” التي تلوح في الأفق، تهدد شريان الحياة لمصر؟
حتى الرئيس عبد الفتاح السيسي عبّر عن حيرته: “أنا هروح من ربنا فين؟”، ليعكس مأزق وطن يبحث عن مخرج في متاهات التنازلات.
مفارقات موجعة
بعيدًا عن الجغرافيا، تحركت دول بعيدة كالبرتغال وكولومبيا، قاطعة صفقات مع إسرائيل احتجاجًا على مجازرها. لكن مصر، الجارة القريبة، تخطو خطوة عكسية، توقع على اتفاق يعزز احتلالًا ينكّل بأطفال غزة.
حتى نتنياهو نفسه لا يثق ببقاء إسرائيل حتى عام 2040، فكيف توقع مصر على صفقة تمتد لذلك الحين؟
التاريخ لا ينسى
الشعوب الحرة لا تساوم على دماء أبنائها، ولا تخون شرفها مقابل مكاسب قصيرة الأمد. الجزائر قاومت حتى الدماء، والفلسطينيون صامدون رغم كل الجراح. فهل سيُكتب لمصر أن تكون شاهدة على خيانة تاريخية؟
الخيانة لا تأتي فقط من الرصاص، بل من الصمت، من التوقيع على عقود الخيانة، من المساومة على كرامة الأمة.
حين ماتت الروح والضمير
ماتت الروح حين تحول الشارع العربي إلى مساحة تحركها أسعار الوقود فقط. ماتت حين صار الفلسطيني مجرد رقم في سجلات السياسة، لا إنسان يُقتل على مرأى الجميع.
ماتت حين اعتاد الناس على التطبيع، وأصبحت أصوات القصف وأزيز الطائرات مشاهد عادية، وصمت الضمائر أعمق من أصوات المدافع.
نداء من القلب: تحركوا لإنقاذ غزة
شعب مصر، استيقظ! يا جيش مصر، أين أنتم؟ ويا شعوب الأمة، هل سنظل متفرجين؟ حان الوقت لنقف بكل الوسائل، بكل قوة، لإنقاذ غزة من المجزرة.
الصمت اليوم هو توقيع على مزيد من الدماء. لا حياد أمام الظلم، ولا مبرر للتخاذل.
لا للصفقات مع القتلة
من يظن أن المال أغلى من دم الإنسان لم يعرف معنى الشرف. ومن يبرر خيانة الحق ويبيع الأمة بثمن بخس، سيُدان أمام التاريخ.
فلنقف معًا: لا للخيانة، لا للصفقات مع القتلة، نعم للكرامة، نعم للحق، نعم لفلسطين.
زر الذهاب إلى الأعلى