فجر اليوم//
تعد الإمارات اليوم واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم للإسرائيليين في خضم الحرب الدموية التي تشنها تل أبيب على الفلسطينيين بحسب ما خلصت إليه صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.وقالت الصحيفة إن العلاقات التجارية بين الإمارات والكيان الصهيوني تعرّضت لامتحان بسبب الحرب في غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وذكرت الصحيفة أنه في الأيام التي تلت هجوم المقاومة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، غادر رجل الأعمال الإسرائيلي رون دانيال، دبي التي اتخذها مقراً له، منذ عام 2021، لخوفه من أنه يجلس على بركان هناك.ورون دانيال هو مدير شركة إدارة أرصدة وتكنولوجيا مالية اسمها “ليكويتدتي غروب”، ولكنه عاد بعد شهر لاعتقاده أن مظاهر القلق “في خياله فقط”. ويعتبر دانيال واحداً من مجموعة رجال أعمال صغيرة تعيش وتعمل في الإمارات منذ تطبيع العلاقات قبل أربعة أعوام.ويعكس قراره الآمال بين رجال الأعمال الإسرائيليين بأن عملية التطبيع، التي رعتها الولايات المتحدة بين الإمارات وثلاث دول عربية أخرى، يمكن أن تصمد أمام الغضب والفزع الذي خلقته إسرائيل في غزة.وقال دانيال: “نجا السلام، والمصلحة نجت، والصداقة نجت”، مع أن العلاقة كانت “محرجة” في البداية مع “الأصدقاء الإماراتيين”، و”بسرعة، بدا الأمر مثل: لا علاقة للأمر بنا”.وقد أعلن قادة الإمارات التزامهم بالاتفاق مع “إسرائيل”، المعروف باسم اتفاقيات أبراهام.وقال أنور قرقاش، مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، في مؤتمر عقد في دبي الشهر الماضي: “لقد اتخذت الإمارات قراراً إستراتيجياً، والقرارات الاستراتيجية طويلة المدى”.وقال عبد الخالق عبد الله، المحلل الإماراتي، إن الإمارات بحاجة إلى إبقاء قنوات “الاتصالات والاستخبارات والدبلوماسية” مفتوحة، ومعرفة ما إذا كان “يمكنها استخدامها”، مضيفاً: “كنا نعلم أنه سيكون هناك صعود وهبوط”.وعلى عكس “السلام البارد” الذي اتفقت عليه مصر والأردن مع إسرائيل، احتضنت الإمارات– التي لم تخض حرباً مع اليهود أبداً– العلاقة، ودفعت من أجل علاقات اقتصادية أكبر، مع رغبة خاصة في الاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية.وتعلق الصحيفة بأن معظم الأعمال الجديدة التي أعقبت التطبيع جرت مع كيانات تابعة للدولة الإماراتية، خاصة تلك الموجودة في أبو ظبي، العاصمة الغنية بالنفط التي قادت صفقة التطبيع.
وحتى قبل الحرب، كان استغلال المكاتب العائلية الخاصة في الإمارات أصعب مما كان متوقعاً بالنسبة لرواد الأعمال الإسرائيليين، الذين أرادوا استخدام اتفاقيات أبراهام للحصول على موطئ قدم إقليمي والوصول إلى المستثمرين الخليجيين الأثرياء.
قال إيلي وورتمان، المؤسس المشارك لشركة بيكو فينشر بارتنرز ومقرها القدس المحتلة، إن هناك فكرة مفادها أن “رجال الأعمال الإسرائيليين سيأتون ويجمعون الكثير من رأس المال ثم يعودون”. لكن “هذه ليست الطريقة التي تتم بها الأعمال هناك”.
وشملت الصفقات الأكثر أهمية شركات تابعة لحكومة أبوظبي. وكانت شركة جي42، شركة الذكاء الاصطناعي في أبو ظبي، والتي يرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي القوي، أول شركة إماراتية تفتتح مكتباً في “إسرائيل”.واستثمر صندوق مبادلة التابع لحكومة أبوظبي مليار دولار في حقل غاز إسرائيلي و100 مليون دولار في رأس مال استثماري وشركات ناشئة إسرائيلية.وحتى لو تباطأت بعض الأعمال، فهناك دلائل على أنها تمضي قدماً في مجالات أخرى.قالت الباحثة البارزة المقيمة في الاراضي المحتلة، يويل ماريك، الشهر الماضي، إنها تمضي قدماً في افتتاح فرع حيفا لمعهد الابتكار التكنولوجي في أبو ظبي، المشهور بنموذجه اللغوي الكبير مفتوح المصدر (فالكون).وقال معهد دراسات الترجمة إنه أسس وجوده في الاراضي المحتلة في أوائل العام الماضي، وأن ماريك “تقوم بمساعدتنا في التوظيف منذ أواخر صيف عام 2023” – قبل بداية الحرب – وتم “تضمينها” الآن.وواصلت شركات الطيران التابعة للدولة الخليجية خدماتها إلى تل أبيب، حتى مع إلغاء شركات الطيران الأخرى رحلاتها، مما يؤكد الاهتمام بالحفاظ على العلاقة مع إسرائيل.
بالنسبة للعديد من الإسرائيليين الذين يقومون بأعمال تجارية في الإمارات، أدت حرب إسرائيل على غزة إلى زيادة الحاجة إلى الأصدقاء في منطقة معادية.