آراءالصورة تتكلمالكيان الصهيونيالوطن العربيتحقيقاتتنبؤاتتوقعات السياسيينحكاياحياتناسياسيةعسكريةغزةفلسطينلأمم المتحدةمقالاتمنوعات

‏رهانات خاسرة: هل من الحكمة توقيع اتفاقيات مع كيان يجهل قادته مصيره؟



مـقالات_ #فجر_اليوم //
رهيب التبعي
في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة والجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، تبرز تساؤلات مشروعة حول جدوى المضي قدمًا في اتفاقيات سياسية أو اقتصادية طويلة الأمد مع الكيان الإسرائيلي، خصوصًا في ظل ما يشهده من أزمات داخلية متفاقمة وتراجع في صورته الدولية. هذا المقال يسلّط الضوء على أبعاد هذا الخيار من منظور استراتيجي وأخلاقي وواقعي.

هل من الحكمة توقيع اتفاقية مع كيان لا يثق حتى قادته ببقائه؟

في مشهد يعكس قدرًا كبيرًا من الانفصال عن الواقعين السياسي والتاريخي، يُقدِم بعض الأطراف على توقيع اتفاقيات طويلة الأمد مع الكيان الإسرائيلي، تمتد لأكثر من 15 عامًا، وكأنهم يراهنون على استقراره الدائم وبقائه الطويل. لكن اللافت – وربما المثير للتساؤل – أن قادة هذا الكيان، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عبّروا في أكثر من مناسبة عن خشيتهم من زوال “دولتهم” في غضون عقود قليلة، بل وأكدوا وجود تهديدات داخلية وخارجية جدية قد تعصف بالمشروع الصهيوني بأكمله.

فهل من المنطقي بناء شراكات استراتيجية بهذا الحجم، ومع هذا الأفق الزمني، على أسس سياسية غير مستقرة؟ وكيف يمكن ربط مستقبل أجيال قادمة بمشروع لا يملك حتى زعماؤه يقينًا ببقائه؟

وعلى فرض تجاهل الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية والدينية – وهي اعتبارات جوهرية بحد ذاتها – فإن المعيار الواقعي وحده يدفع لرفض مثل هذه الاتفاقيات. فالوضع الداخلي في الكيان الإسرائيلي يشهد تصدعات متزايدة، سواء من حيث الانقسامات السياسية والمجتمعية أو تراجع الثقة بمؤسساته. إلى جانب ذلك، هناك صراع مستمر مع الشعب الفلسطيني الذي لم يتخلّ عن حقوقه، رغم العقود الطويلة من الاحتلال والقمع.

تضاف إلى ذلك الصورة الدولية المتآكلة لهذا الكيان، التي ازدادت تدهورًا بسبب الانتهاكات والمجازر، وآخرها ما تشهده غزة من عمليات عسكرية أودت بحياة آلاف المدنيين وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة. كل ذلك يجري في وقت تُجمع فيه معظم التقارير والتحليلات الاستراتيجية والاستخباراتية على أن مستقبل هذا الكيان محفوف بالمخاطر والضبابية.

في ضوء ذلك، يبدو من غير المنطقي – بل ومن غير المسؤول – أن يتم رهن مسارات سياسية واقتصادية وتنموية مع شريك يفتقر إلى مقومات البقاء المستقر، لا على المدى القريب ولا البعيد.

إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. ومن يوقّع اليوم اتفاقًا مع هذا الكيان، لن يُحاسب فقط على موقفه من المبادئ، بل سيُسأل أيضًا عن رؤيته وضيق أفقه في تقييم التحولات والمتغيرات الاستراتيجية في الإقليم والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى