فجر اليوم //
يفترض ان الزعماء العرب الذين شتمهم نتنياهو شتيمة ما وراءها شتيمة بعد اجتماعهم الأخير في السعودية, يردون الشتيمة باي طريقة كانت هذا ما كنا ننتظره من حكام العالم العربي الذين لم يعلنوا الحرب على اسرائيل التي تقتل وتذبح الاطفال الفلسطينيين في غزة منذ 44 يوما. بل حتى بيانهم الختامي في قمة السعودية الاسبوع الماضي ترجو فيه إيقاف العدوان على غزة و فتح معبر رفح الوحيد الذي يتم عن طريقه ادخال المؤمنات والوقود الى قطاع غزة .
هذا الرجاء كان من خلال لغته المهادنة عبارة عن حدث سيء بالنسبة للشعوب العربية التي كانت تتمنى ان تتوج القمة بموقف ينقل الغضب الشعبي مرحلة الجد الرسمي وليس مجرد رجاء هين ضعيف الصوت لا يشفي الغليل. الاكيد اننا في حاجة الى قيادة اكثر جرأة في التعبير عن المواقف والذين حبذوا في الماضي القريب التخلص من صدام حسين و معمر القذافي وصالح وقبلهم بومدين وجمال وفهد.
بحجة ان صدام مجنون و معمر مزعج فإننا نقول لهم يا ليت الحياة تتكرم علينا في مثل هذه الظروف بمجنون يشبه صدام في زمن يقوده اكبر المجانين المتغطرسين الذين يقتلون النساء والأطفال في فلسطين امام مرأى ومسمع الأمم المتحدة التي اجازت سنة 1991 ضرب العراق وفي 2011 قتل القذافي و في سنوات قليلة بعده قتل صالح .لقد كان الموقف العربي اكثر درامية هذه المرة وأقل بكثير عن ما كان يأمله المواطن العربي الذي خابت ظنونه في قادة وصف موقفهم الأخير بعد انتهاء قمة ملء الفراغ او تلهية الشارع العربي الذي كان يغلي من المحيط الى الخليج , الرئيس التركي اردوغان يوم امس في طريق عودته من ألمانيا بالضعيف جدا كلام الزعيم التركي الذي حضر قمة السعودية الأسبوع الماضي جاء في أعقاب وصفه سكوت الغرب عن ما يحدث من مجازر في غزة بحرب بين الهلال و الصليب وهو التهام صريح من أردوغان للدول الأوربية والولايات المتحدة الامريكية التي تصطف الى جانب المعتدي اسرائيل في عدوانها الغاشم الذي بات محل مقارنة مفتوحة بين ما جرى في الحرب العالمية الثانية و ما يجري الآن في قطاع غزة من مذابح ومجازر غير مسبوقة من طرف قوات الجيش الصهيوني .
اردوغان كشف حقيقة نعرفها جميعا لما اثار معضلة الموقف العربي الرسمي الضعيف لكن ليس على النحو الذي يتيح لنا الجزم حيث وجد هو العبارات الدقيقة التي تنطبق بشكل كبير على الدليل الذي ساقه لما اردف يقول ان نتنياهو هدد الزعماء العرب بعد قمة السعودية بضرورة التزام الصمت و إلا سوف يكشف المستور بالمقابل سماه المصالح غير ان المتمعن في ذلك يفهم من وراء تهديد المجرم نتنياهو أنه يقوم بابتزاز الحكام العرب على المباشر و بطريقة فيها تحدي , كأنه يقول لهم انا في موقع قوة بينما أنتم في الجهة الضعيفة .
لذلك يحتار الانسان تحت ضربات القصف الوحشي لغزة طيلة شهر ونصف شهر لازال الزعماء العرب يتبنون مواقف أقل صرامة تجاه حكام اسرائيل وعلى مستوى الشارع العربي الامور تسير بثبات نحو إعلان حظر البترول عن دول اوربا التي تساند العدوان الهمجي غير المسبوق على غزة كما فعلها بومدين و فيصل عام 1973 .
على اي حال فان رد نتنياهو الغريب والخطير أيضا على اجتماع الزعماء العرب الذين اجتمعوا في قمة طارئة في السعودية يحمل دلالات واضحة على الحوافز العربية التي تم منحها نتنياهو وغيره من الحكام الصهاينة الذين يقومون بترجمة خرافات عقيدتهم السخيفة الى دين سياسي مفروض بالنار والسلاح وهذا صار واضحا كشفت عنه ظاهرة العقيدة الممسوخة التي تبيح قتل الاطفال الابرياء في حين لازال بسبب هذا الوضع العرب يطالبون بالحل السلمي دون اثارة اي خصومة من الاطراف التي تساعد اسرائيل على احتلال الارض و تهجير سكانها الأصليين.
إعلامي وكاتب جزائري