رحلة صالح المقالح من عقيد يهرب الديزل الى لواء يهرب كل شيء ( تفاصيل)
فجر اليوم//
في 2006 كان قائد قوة خفر السواحل في محافظة عدن العقيد صالح المقالح إبان تولي الدكتور رشاد العليمي لحقيبة الداخلية، الذي سيصبح بعد 16 عاما اي عام 2022م برتبة لواء ومديرا لمكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
كان المقالح حينها كتلة من الفشل والغباء وخالي من الخبرة والمؤهلات عدا أنه صهير الوزير رشاد العليمي، ومزيج من اللصوصية والفهلوة التي دفعت به لرئاسة خفر السواحل بعدن ليقوم بالدور المرسوم له بتهريب الديزل المدعوم من سواحل عدن الى القرن الافريقي وجمع أموال طائلة من ذلك.
كان المفترض بصالح المقالح حماية سواحل عدن من التهريب وتأمينها لكنه فهم التكلف بالمقلوب وبدلا من حمايتها من اللصوص والمجرمين حولها الى مربع لاحتكار الجريمة وممارسة التهريب، لقد اصبح كما يقول المثل (حاميها حراميها).
وبعد أن تواترت التقارير والمعلومات الى رئاسة الجمهورية حول قيامه بالتهريب وتواطؤ (رشاد العليمي) وزير الداخليه حينها، جاءت توجيهات عليا للعميد عبدالله قيران الذي بدوره وجه العقيد سمير عبدالله علي قائد التمن البحري بالقاء القبض على العقيد صالح المقالح وتم ضبطه متلبسا في أحد الشواطئ وتسليمه لمدير أمن عدن العميد عبدالله قيران الذي اودعه سجن البحث الجنائي.
وبعد استكمال اجراءات التحري والتحقيق تمت ادانة المقالح واقالته من منصبه، ليتم التوسط من قبل الدكتور رشاد لاطلاق سراحه والاكتفاء بتسريحه من عمله بعد أن ظل في الحبس أربعين يوم، ليسافر بعدها الى الولايات المتحدة الامريكية كمغترب، واستمر كذلك حتى بعد انطلاق عاصفة الحزم حيث تمكن الدكتور رشاد العليمي من اقناع الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيينه وكيلا لجهاز الامن القومي.
وطيلة فترة رئاسة هادي ظل المقالح وكيلا لجهاز الامن القومي لكنه لم يرفع تقريرا للرئيس وإنما كان يرفع كل تقاريره للدكتور رشاد الذي لا يعترف بسواه، واستأثر بحصة كبيرة من موازنة جهاز الامن القومي لحسابه الشخصي.
وبعد وصول الدكتور رشاد العليمي لرئاسة مجلس القيادة كان اول قرار له هو جلب صالح المقالح وتعيينه مديرا لمكتبه ليصبح بوابة عبور كل شيء منه واليه، وبعد كل هذه القفزات لا زال اللواء صالح المقالح يعمل بعقلية قائد قوات خفر السواحل الذي يهرب كل شيء عدا القيام بوظيفته.